للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ، فَيَبْقَى أَثرها مِثْلَ أَثر (١) المَجْلِ (٢)، كجَمْرٍ دَحْرَجْتَه (٣) على رجلك فَنَفِطَ (٤)، فتراه مُنْتَبِراً (٥) وَلَيْسَ فِيهِ شيءٌ، وَيُصْبِحُ النَّاسُ (٦) يَتَبَايَعُونَ، وَلَا يَكَادُ أَحد يُؤَدِّي الأَمانة، فَيُقَالُ: إِن فِي بَنِي فَلَانٍ رَجُلًا أَميناً، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعقله! وَمَا أَظْرَفَهُ! وَمَا أَجلده! وَمَا فِي قلبه مثقالُ حبة من (٧) خَرْدَلٍ مِنْ إِيمان ... "، الْحَدِيثَ.

وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ (٨) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ (٩) بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عظيمة، دعواهما وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى (١٠) يُبعثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ (١١) أَنه رَسُولٌ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العلمُ، ثُمَّ قَالَ: وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ" ... ، إِلى آخِرِ الْحَدِيثِ.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: "يخرج (١٢) في آخر الزمان قوم (١٣) أَحداث الأَسنان، سفهاءُ الأَحلام، يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَراقِيَهم، يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّة، يَمْرُقون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُق


(١) قوله: "أثر" سقط من (ر) و (غ).
(٢) قوله: "المجل" في موضعه بياض في (ت)، وفي (م): "المحل". والمَجْلُ: هو أثر العمل في الكف يعالج بها الإنسان الشيء حتى يغلظ جلدها. انظر: "النهاية" (٤/ ٣٠٠)، و"لسان العرب" (١١/ ٦١٦).
(٣) في (ت): "كجمرة طرحت" بدل "كجمر دحرجته".
(٤) في (ت): "فنفطت". والنَّفَط، بالتحريك: المَجْل، وقد نفِطت يده ـ بالكسر ـ نَفْطاً ونفيطاً، وتنفّطت: قرحت من العمل. وقيل: هو ما يصيبها بين الجلد واللحم. انظر: "لسان العرب" (٧/ ٤١٦)، و"شرح مسلم" للنووي (٢/ ١٦٩).
(٥) في (م): "منتفراً" وفي (خ) تحتمل: "منتثر" و"منتبر"، وفي موضعها بياض في (ت).
والنَّبْر بالكلام: الهمز. وكل شيء رَفَعَ شيئاً فقد نَبَرَهُ. والنَّبْرَةُ: الوَرْم في الجسد. انظر "النهاية" (٥/ ٧)، و"لسان العرب" (٥/ ١٨٩)، و"شرح مسلم" للنووي (٢/ ١٦٩).
(٦) قوله: "الناس" سقط من (م).
(٧) قوله: "من" من (ر) و (غ) فقط.
(٨) أخرجه البخاري (٣٦٠٨ و٣٦٠٩ و٦٩٣٥ و٧١٢١)، ومسلم (١٥٧).
(٩) في (ر) و (غ): "تكون".
(١٠) في (خ): "حتى".
(١١) في (خ): "زعم".
(١٢) في (ت) و (خ): "تخرج".
(١٣) قوله: "قوم" سقط من (ت) و (خ).