للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غيرَ مُتَّبعين لَهُمْ؟! هَذَا مِنَ (١) المُسْتنكَر جِدًّا!!.

نَعَمْ لَا بُدَّ مِنَ الْمُحَافَظَةِ فِي الْعَوَائِدِ الْمُخْتَلِفَةِ عَلَى الْحُدُودِ (٢) الشَّرْعِيَّةِ، وَالْقَوَانِينِ الْجَارِيَةِ عَلَى مُقْتَضَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

وَأَيْضًا: فَقَدْ يَكُونُ الْتِزَام الزِّيِّ (٣) الواحد، أو الحالة (٤) الْوَاحِدَةِ، أَوِ الْعَادَةِ الْوَاحِدَةِ تَعَبًا (٥) ومشقَّة؛ لِاخْتِلَافِ الأَخلاق والأَزمنة والبقاع والأَحوال، والشريعة تأْبى التضييق (٦) والحرج في كل ما دَلَّ (٧) الشَّرْعُ عَلَى جَوَازِهِ، وَلَمْ يَكُنْ ثمَّ مُعَارِض.

وإِنما جَعَلَ الشَّارِعُ مَا تَقَدَّمَ فِي الأَحاديث الْمَذْكُورَةِ مِنْ فَسَادِ الزَّمَانِ وأَشراط السَّاعَةِ: لِظُهُورِهَا وفُحْشِها بِالنِّسْبَةِ (٨) إِلى مُتَقَدَّمِ الزَّمَانِ، فإِن الْخَيْرَ كَانَ أَظهر، والشرَّ كَانَ أَخفى وأَقلّ، بِخِلَافِ آخِرِ الزَّمَانِ فإِن الأَمر فِيهِ عَلَى العكس، فالشر (٩) فِيهِ أَظهر، وَالْخَيْرُ أَخفى وَأَقَلُّ (١٠).

وأَما كَوْنُ تِلْكَ الْأَشْيَاءُ بِدَعًا: فَغَيْرُ مَفْهُومٍ عَلَى الطَّرِيقَتَيْنِ فِي حَدِّ الْبِدْعَةِ، فَرَاجِعِ النَّظَرَ فِيهَا (١١) تَجِدْهُ كَذَلِكَ.

وَالصَّوَابُ فِي المسأَلة طَرِيقَةٌ أُخرى وَهِيَ (١٢) تَجْمَعُ (١٣) شَتَاتَ النَّظَرَيْنِ، وَتُحَقِّقُ الْمَقْصُودَ فِي الطَّرِيقَتَيْنِ، وَهُوَ الَّذِي بُني عَلَيْهِ تَرْجَمَةُ هَذَا الْبَابِ، فَلْنُفْرِدْهُ فِي فصلٍ عَلَى حِدَته، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ للصواب.


(١) قوله: "من" سقط من (ر)، وفي موضعه علامة لحق، ولم يظهر شيء في التصوير، ويبدو أنه مما تآكل من أطراف النسخة؛ لأن ناسخ (غ) بيّض لموضع "من"، مما يدل على عدم وقوفه على اللحق؛ لأنها منقولة عنها
(٢) قوله: "على الحدود" سقط من (ت).
(٣) قوله: "الزي" في موضعه بياض في (خ)، وعلق عليه رشيد رضا بقوله: بياض في الأصل، ولعل مكانه: "الزي".اهـ.
(٤) في (ت) و (خ): "والحالة".
(٥) في (ر) و (غ): "عناء" بدل "تعباً".
(٦) في (غ): "الضييق".
(٧) في (خ) و (م) و (ت): "والحرج فيما دل".
(٨) قوله: "بالنسبة" سقط من (م).
(٩) في (خ) و (ت) و (م): "والشر".
(١٠) قوله: "وأقل" سقط من (خ) و (ت).
(١١) في (ت) و (غ): "فيه".
(١٢) في (م): "هي".
(١٣) في (ر) و (غ): "لجمع".