للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلِلرِّجَالِ (١) فِي بَعْضِ الأَحوال (٢)، فَكَذَلِكَ (٣) الْغِنَاءُ والدَّفُّ قَدْ أُبيح فِي العُرْسِ وَنَحْوِهِ (٤)، وأُبيح مِنْهُ الحِدَاء (٥) وَغَيْرُهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا النَّوْعِ مِنْ دلائل التحريم ما في الخمر (٦)، فظهر أَن القوم الَّذِينَ (٧) يُخْسَفُ بِهِمْ وَيُمْسَخُونَ (٨)، إِنما فُعِلَ (٩) ذَلِكَ بهم (١٠) من جهة التأْويل الفاسد الذي


=وغيرهم، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفي إسناده ضعف واختلاف، وفي الباب عن جمع من الصحابة منهم: عمر، وابن عباس، وأبو موسى، وعبد الله بن عمرو، وزيد بن أرقم، وواثلة بن الأسقع، وعقبة بن عامر، رضي الله عنهم أجمعين.
وأسانيدها لا تخلو من مقال.
قال الشوكاني في "نيل الأوطار" (٢/ ٩٩): "وهذه الطرق متعاضدة بكثرتها، ينجبر الضعف الذي لم تخل منه واحدة منها".
وصححه بمجموع طرقه الشيخ الألباني رحمه الله في "الإرواء" (٢٧٧)، وانظر: "نصب الراية" (٤/ ٢٢٢).
قال النووي في "شرح مسلم" (١٤/ ٣٢): "هذا الذي ذكرناه من تحريم الحرير على الرجال وإباحته للنساء هو مذهبنا ومذهب الجماهير".
(١) في (ر) و (غ): "وللنساء" بدل "وللرجال".
(٢) أخرج البخاري في "صحيحه" (١٩١٩) و (٥٨٣٩)، ومسلم (٢٠٧٦) من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم رخص للزبير وعبد الرحمن في لبس الحرير لحكَّة بهما.
(٣) في (ت): "وكذلك".
(٤) أخرج البخاري (٥١٦٢) من حديث عائشة رضي الله عنها: أنها زَفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا عائشة! ما كان معكم لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
وأخرج أيضاً (٥١٤٧) من حديث خالد بن ذكوان قال: قالت الرُّبَيِّع بنت معوِّذ بن عفراء: جاء النبي صلّى الله عليه وسلّم يدخل حين بُني عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدَّف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين".
(٥) أخرج البخاري (٦١٤٩) ومسلم (٢٣٢٣) واللفظ له من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا أنجشة! رويدك سوقاً بالقوارير".
(٦) في (ر) و (غ): "التحريم في الخمر".
(٧) في (خ) و (ت) و (م): "فظهر ذم الذين".
(٨) قوله: "ويمسخون" ليس في (ر) و (غ).
(٩) في (ر) و (غ): "يفعل".
(١٠) في (ت): "إنما فعل بهم ذلك".