للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عَلَى أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ اللَّخْمِيَّ (١)، قَدْ وَضَعَ له أصلاً شرعياً، وذلك أنه/ صلّى الله عليه وسلّم أَمَرَ بِإِكْفَاءِ الْقُدُورِ الَّتِي (أُغْلِيَتْ) (٢) بِلُحُومِ الْحُمُرِ قَبْلَ أَنْ تُقَسَّمَ (٣)، وَحَدِيثُ الْعِتْقِ بِالْمُثْلَةِ (٤) (أَيْضًا مِنْ ذَلِكَ) (٥).

وَمِنْ مَسَائِلِ مَالِكٍ فِي الْمَسْأَلَةِ: (إذا) (٦) اشترى مسلم/ من نصراني خمراً (فإنها تكسر) (٧) عَلَى الْمُسْلِمِ، وَيُتَصَدَّقُ بِالثَّمَنِ أَدَبًا لِلنَّصْرَانِيِّ/ إِنْ كَانَ النَّصْرَانِيُّ لَمْ يَقْبِضْهُ، وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَرَّعَ أَصْحَابُهُ فِي مَذْهَبِهِ، وَهُوَ كُلُّهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ فِي الْمَالِ، إِلَّا أَنَّ وَجْهَهُ مَا تقدم.

/الْمِثَالُ السَّابِعُ:

أَنَّهُ لَوْ طَبَّقَ الْحَرَامُ الْأَرْضَ، أَوْ نَاحِيَةً مِنَ الْأَرْضِ يَعْسُرُ الِانْتِقَالُ (مِنْهَا) (٨) وَانْسَدَّتْ طُرُقُ الْمَكَاسِبِ (الطَّيِّبَةِ) (٩)، ومسَّت الْحَاجَةُ إِلَى الزيادة


(١) هو: علي بن موسى بن زياد اللخمي، من أهل قرطبة، يكنى أبا الحسن، توفي بعد السبعين وثلثمائة. انظر: تاريخ علماء الأندلس (٢ ٥٣٣).
(٢) في (غ) و (ر): "غليت".
(٣) أخرجه البخاري برقم (٢٤٧٧، ٤١٩٦، ٥٤٩٦. ٦١٤٨، ٦٨٩١)، ومسلم (١٩٣٧ ـ ١٩٣٨)، وأحمد في المسند (٢ ٢١ و١٤٣)، (٣ ١٢٥ و١٦٤)، (٤ ٢٩١، ٣٥٤ و٣٥٦)، وابن ماجه (٣١٩٦)، وأبو يعلى (١٧٢٨ و٢٨٢٨ و٥٥٢٦)، وابن حبان (٥٢٧٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٩٢٣٨ و١٩٢٤٥ و١٩٢٤٦ و١٩٢٥٠).
(٤) وردت عدة أحاديث في العتق بالمُثلة، منها ما أخرجه ابن ماجه (٢٦٨٠)، وأبو داود برقم (٤٥١٩)، أنه جاء رجل مستصرخ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له: (ما لك؟ قال: شر، أبصر لسيده جارية له فغار، فجبَّ مذاكيره. فقال: اذهب فأنت حر، قال: يا رسول الله، على من نصرتي؟ قال: نصرتك على كل مسلم)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، وذكر ابن سعد في الطبقات (٧ ٥٠٥)، أن اسم العبد هو سندر، وذكر الحديث السابق فيه، وأخرج الحاكم في المستدرك (٨١٠٢)، من حديث ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من مثَّل بعبده فهو حر وهو مولى الله ورسوله)، وقال الذهبي: "حمزة هو النصيبي يضع الحديث". وفي الباب عن سمرة بن جندب وأبي هريرة، انظرها في: جامع الأصول (٨ ٧٦ ـ ٧٨) ونصب الراية (٤ ١٧٦).
(٥) في (ت): "من ذلك أيضاً".
(٦) في (غ) و (ر): "ما إذا".
(٧) في سائر النسخ ما عدا (غ) و (ر): "فإنه يكسر".
(٨) في (م) و (غ) و (ر): "عنها".
(٩) في (م): "الطيب".