[حديث خباب:(إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه)]
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وروى الترمذي من رواية خباب بن الأرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه.
يعني القرآن)].
هذا الحديث رواه الترمذي عن خباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إنكم لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه.
يعني القرآن) والشاهد قوله: (مما خرج منه)، فدل على أن القرآن بدأ من الله لا من الشجرة كما تقول الجهمية في قوله تعالى:{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[القصص:٢٩ - ٣٠] فالجهمية والأشاعرة والمعتزلة يقولون: الكلام بدأ من الشجرة، وقالوا: الشجرة هي التي قالت: {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[القصص:٣٠] نسأل الله العافية.
وأهل السنة يردون عليهم ويقولون: إن القرآن بدأ من الله، كما في الحديث:(لن تتقربوا إلى الله بأفضل مما خرج منه) والحديث بهذا اللفظ غير موجود في سنن الترمذي، ولكن فيه رواية مقاربة عن أبي أمامة بلفظ:(ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه)، وهناك رواية عن جبير بن نفير:(إنكم لن ترجعوا إلى الله بأفضل مما خرج منه) عزاها شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الإمام أحمد.