للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إثبات الحسن البصري لحروف القرآن الكريم]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال الحسن البصري في كلام له: قال الله عز وجل: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص:٢٩]، وما تدبر آياته إلا اتباعه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً وقد أسقطه -والله- كله].

هذا الأثر رواه ابن كثير في التفسير وعزاه إلى ابن أبي حاتم.

فـ الحسن البصري الإمام المعروف العالم التابعي الجليل يقول في قول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص:٢٩] وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به؛ لأن التدبر وسيلة إلى العمل، ولهذا يقول رحمه الله: (وما تدبر آياته إلا اتباعه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفاً وقد أسقطه -والله- كله).

يعني: ما أسقط منه حرفاً بالقراءة ولكنه أسقطه كله حيث لم يعمل به ولم يتبعه، فإذا لم يعمل به ولم يتبعه فقد أسقطه كله وإن أقام حروفه؛ لأن التلاوة وإن كانت عبادة مستقلة إلا أنها وسيلة إلى العمل، فإذا لم يعمل به فلن تحصل الفائدة، بل بذلك قامت عليه الحجة وصار القرآن حجة عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>