للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان عدم وجود المنافاة بين صفتي العلو والمعية]

السؤال

هل نثبت صفتي العلو والمعية؟

الجواب

أهل السنة وأهل الحق كلهم يثبتون صفتي العلو والمعية، ولا منافاة ولا تناقض بينهما، خلافاً لأهل البدع الذين يبطلون صفة علو الله بالمعية، ويضربون النصوص بعضها ببعض، ويجعلون صفة المعية تنقض صفة العلو وتبطلها، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنه ليس معنى المعية أن الله مشترك بالمخلوقات، وإنما المعية في لغة العرب هي مطلق المصاحبة، وهي تختلف باختلاف المتعلقات وما يتعلق بها، فتقول: فلان مع فلان، يعني: في الرأي، وإن كان هذا في المشرق وهذا في المغرب، وتقول: الأمير مع الجيش، والجيش في مكان والأمير في مكان، يعني: معه في الرأي والتسديد، ويقال: فلان معه زوجته وقد تكون في المشرق وهو في المغرب، يعني: عصمتها بيده؛ فالمعية لا تفيد الاختلاط وإنما معناها مطلق المصاحبة، وتفيد مع المصاحبة المقارنة في أمر من الأمور، وتقول العرب: ما زلنا نسير والقمر معنا، وهل أنت مختلط بالقمر؟ لا، لكن المعنى: ما زلنا نسير والقمر يسير، وتقول: المتاع معك وإن كان فوق رأسك.

فلا منافاة بين العلو والمعية، لكن أهل البدع ليسوا من أهل المعرفة، بل هم من أهل الجهل حيث جهلوا معنى المعية في اللغة وضربوا النصوص بعضها ببعض، وأبطلوا نصوص العلو والفوقية بنصوص المعية، وأما أهل السنة فآمنوا بالنصوص من الجانبين، وجمعوا بينهما جمعاً صحيحاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>