للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيان معنى حديث (بدأ الإسلام غريباً) وحديث (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)

السؤال

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ)، وقال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) فما معنى هذين الحديثين؟

الجواب

حديث: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) على ظاهره، وفيه بيان أن الإسلام سيعود غريباً، وأنه ستعود غربة الإسلام مرة أخرى كما كانت في أول الأمر، ففي أول الأمر بدأ الإسلام غريباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو أول المؤمنين من هذه الأمة، ثم تبعه على ذلك حر وعبد، الحر أبو بكر والعبد بلال، وآمن به من النساء خديجة وهكذا، ثم لم يزل الإسلام يزداد شيئاً بعد شيء حتى اكتمل، وسيعود غريباً في المستقبل، فلا يكون على الإسلام إلا العدد القليل.

وأما حديث: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة) فهذا فيه تحذير من الفرق الضالة، وفيه أن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق.

والصواب: أن هذه الفرق كلها من فرق الأمة وأنها ليست كافرة، بل هي من الفرق المبتدعة، ولهذا قال العلماء: إن الجهمية والقدرية الذين ينكرون صفة العلم خارجون من الثنتين والسبعين فرقة المذكورة في الحديث لكفرهم وضلالهم، فدل على أن هذه الفرق ليست خارجة من الإسلام وإنما هي مبتدعة، والذين على الحق هم أهل السنة والجماعة.

وقال بعض العلماء: إن هذه الفرق منها الكافر ومنها المبتدع.

ولكن ظاهر الحديث أن هذه الفرق من الفرق المبتدعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>