للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الآثار التي تدل على إثبات صفة العلو لله عز وجل]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال مالك بن أنس: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان].

المؤلف رحمه الله استدل أيضاً بالآثار عن السلف التي تدل على ثبوت العلو، فاستدل بقول مالك: (الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو عن علمه مكان).

وهذا الأثر رواه الآجري في كتاب الشريعة وعبد الله بن أحمد في كتاب السنة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وابن قدامة في إثبات صفة العلو.

قوله: (الله في السماء) يعني: في العلو، وعلمه في كل مكان أي أن: علمه لا يخلو عن أي مكان، وأما هو سبحانه فهو فوق العرش.

قال: [وقال الشافعي: خلافة أبي بكر حق قضاها الله في سمائه، وجمع عليها قلوب أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم].

استدل المؤلف أيضاً بقول الشافعي رحمه الله، وهذا الأثر رواه ابن قدامة في صفة العلو، والشاهد قوله: (خلافة أبي بكر قضاها الله في سمائه) يعني: في علوه، فأثبت أن الله في السماء.

قال: [وقال عبد الله بن المبارك: نعرف ربنا فوق سبع سماوات بائناً من خلقه ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه هاهنا! وأشار إلى الأرض].

عبد الله بن المبارك هو الإمام الورع الزاهد المشهور، وهذه المقالة التي قالها عبد الله بن المبارك رواها عبد الله بن أحمد في كتاب السنة والبخاري في خلق أفعال العباد والدارمي في الرد على الجهمية وفي الرد على بشر المريسي والبيهقي في الأسماء والصفات وابن قدامة في إثبات صفة العلو، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية.

يقول عبد الله بن المبارك: (نعرف ربنا فوق سبع سماوات).

هذا هو الشاهد من الأثر، فأثبت أن الله فوق سبع سماوات بائناً من خلقه، يعني: ليس مخالطاً للمخلوقات، فهو بائن منفصل عن مخلوقاته، فالمخلوقات نهايتها من جهة العلو العرش والله فوق العرش، وليس فوقه شيء من المخلوقات، يقول عبد الله بن المبارك: (ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه هاهنا وأشار إلى الأرض).

فالجهمية يقولون: الله في كل مكان، في الأرض وفي السماء وفي كل مكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>