قول الله تعالى:{وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}[الذاريات:٤٧] هذه الآية ليست من آيات الصفات، ومعنى قوله تعالى:(والسماء بنيناها بأييد) أي: بقوة وقدرة؛ لأنها من آد يئيد ولم يضفها الرب سبحانه وتعالى إلى نفسه بضمير الإفراد، بل قال:(والسماء بنيناها) بلفظ الجمع (بأيد) وهذا اللفظ يدل على القوة والعظمة، ولهذا فإن معنى الآية:(والسماء بنيناها بأييد) أي: بقوة وقدرة؛ ولأن الله أتى بصيغة الجمع التي تفيد التعظيم، بخلاف هاتين الآيتين، فإن الله تعالى قال:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة:٦٤] أتى باليدين بصيغة التثنية، وأضافها إلى ضمير نفسه المفرد.
وكذلك الآية الأخرى:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص:٧٥] هذا خطاب خاطب الله تعالى به إبليس عندما امتنع من السجود لآدم، قال الله:{مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ}[ص:٧٥].