للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكلام على الحمد والمدح، وبيان الفرق بينهما]

(الحمد لله) الحمد: هو الثناء على المحمود بصفاته الاختيارية، وهو أكمل من المدح، فالمدح: هو أن تذكر صفات الممدوح، وقد تكون هذه الصفات اختيارية، وقد تكون خلقية، ليست اختيارية، والحمد إنما يكون بذكر صفات المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه، فالإخبار عن المحمود بالصفات الاختيارية، مع حبه وإجلاله وتعظيمه هذا هو الحمد، وأما المدح فلا يلزم منه الحب، بل تذكر صفات الإنسان وقد لا تكون هذه الصفات اختيارية، فمثلاً عندما تذكر أوصاف الأسد تقول: إنه قوي.

فهذا مدح للأسد، ولكن ليس فيه محبة، ولا يلزم من ذلك المحبة، فلا يسمى حمداً، فلا تقول: أحمدُ الأسد، وإنما تقول: أمدح الأسد فالحمد أكمل؛ لأن الحمد هو الإخبار عن المحمود أو ذكر صفاته الاختيارية والثناء عليه بها مع حبه وإجلاله، ولهذا جاء الحمد من صفات الله عز وجل، وجاء الحمد في حق الرب سبحانه وتعالى، فقال: (الحمد لله)، ولم يقل أمدح الله؛ لأنه أكمل.

و (ال) للاستغراق، يعني: جميع أنواع المحامد مستغرقة لله ملكاً واستحقاقاً.

(الحمد لله)، الله: علم على الرب سبحانه وتعالى، وهو أعرف المعارف، يعني: المألوه الذي تألهه القلوب محبة وإجلالاً وتعظيماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>