كم هي الشدائد التي عرضت للرسول الكريم .. والتي حملتها الأيام المتلاحقة في أوضاع ومناسبات شتى .. والوحي الإلهي يهوّن من تلك الشدائد والأوهاق، ويرسم لها أجلا وقدرا مقدورا: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣)[سورة فصلت، الآية ١٣].
الآيات التي تعزّي الرسول الكريم والتي تأمره بالصبر والمصابرة كثيرة في كتاب الله، ولكن يبقى مبدأ تجديد اتصال الوحي به، ومتابعة نزوله، يحمل معنى تثبيت فؤاده بإطلاق، كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة السابقة في سورة الفرقان.
وتحمل الآية الثانية السابقة: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ... الإشارة إلى أن من أهم صور هذا التثبيت: الرد على مزاعم المشركين وشبههم واعتراضاتهم، قال ابن كثير في قوله
تعالى: وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ أي بحجة ولا شبهة، إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً أي: ولا يقولون قولا يعارضون به الحق إلا أجبناهم بما هو الحق في نفس الأمر وأبين وأوضح وأفصح من مقالتهم. وقال ابن عباس في تفسير «المثل» ما يلتمسون به عيب القرآن والرسول، إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ أي: إلا نزل