الأقنوم الثاني للإله الواحد المتعدد الأقانيم، فيقول:"هؤلاء سيحاربون الخروف، والخروف يغلبهم، لأنه رب الأرباب وملك الملوك، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون"(الرؤيا ١٧/ ١٤).
ويمضي نص يوحنا ليذكر أن الجموع التي كانت أمام العرش كانت تصرخ بخلاص الله والخروف "الأمم والقبائل والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف ومتسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل، وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين: الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف. وجميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش والشيوخ والحيوانات الأربعة وخرّوا أمام العرش على وجوههم وسجدوا لله قائلين: آمين "(الرؤيا ٧/ ٩ - ١٢)، فهل الرب محتاج للخلاص؟ وممن؟ ومن الذي سيخلصه؟ أولا توجد طريقة أفضل للرمز على الإله المعبود؟
ويتحدث العهد الجديد عن جهالة لله وضعف، ولكن جهالته أكثر حكمة من الناس، وكذا ضعفه أقوى من الناس، وذلك في قول بولس:"لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس"(كورنثوس (١) ١/ ٢٥).
وأنبه إلى أن التراجم الحديثة عمدت إلى تخفيف المعنى الصحيح للنص الذي لم يتحدث عن كلمة (جهالة)، بل تحدث عن (ىùٌïي) أي (حماقة)، لذا ترجمته النسخة الكاثوليكية:" لأن الحماقة من الله أكثر حكمة من الناس، والضعف من الله أوفر قوة من الناس"، ولا يقبل بحال أن يقال عن الله العظيم أن له ضعفاً أو جهالة أو حماقة، بل هو القوي العزيز الحكيم العليم.
ويتحدث بولس عن سلطان للروح على الله وقدرة على معرفة غيوبه ومكنوناته، فيقول:"لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله"(كورنثوس (١) ٢/ ١٠).
وينال بولس - أو بصورة أدق الكاتب المجهول للرسالة إلى العبرانيين - من ناموس الله وكتابه وشريعته، ويحتقره ويصفه بالعتق والشيخوخة، ومثل هذا الموقف لا يكون في كتب الله وما يوحيه إلى الأنبياء والرسل الذين تأتي دعوتهم لتؤكد على تعظيم كتبه ووحيه، يقول بولس: " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة (التوراة وشرائعها) من