ويوضح محررو قاموس الكتاب المقدس فيقولون:" كان الداعي الآخر إلى كتابة الإنجيل الرابع تثبيت الكنيسة الأولى في الإيمان بحقيقة لاهوت المسيح وناسوته، ودحض البدع المضلة التي كان فسادها آنذاك قد تسرب إلى الكنيسة، كبدع الدوكينيين والغنوصيين والكيرنثيين والأبيونيين ... ولهذا كانت غايته إثبات لاهوت المسيح ".
وقد لقي هذا الإنجيل معارضة شديدة للإقرار بقانونيته، فاندفع د. بوست في قاموس الكتاب المقدس يدافع عنه ويقول:" وقد أنكر بعض الكفار قانونية هذا الإنجيل لكراهتهم تعليمه الروحي، ولا سيما تصريحه الواضح بلاهوت المسيح، غير أن الشهادة بصحته كافية.
فإن بطرس يشير إلى آية منه (بطرس (٢) ١/ ١٤، يوحنا ٢١/ ١٨) وأغناطيوس وبوليكرس يقتطفان من روحه وفحواه، وكذلك الرسالة إلى ديوكينتس وباسيلوس وجوستينوس الشهيد وتايناس، وهذه الشواهد يرجع زمانها إلى منتصف القرن الثاني.
وبناءً على هذه الشهادات، وعلى نفس كتابه الذي يوافق ما نعلمه من سيرة يوحنا نحكم بأنه من قلمه، وإلا فكاتبه من المكر والغش على جانب عظيم، وهذا الأمر يعسر تصديقه، لأن الذي يقصد أن يغش العالم لا يكون روحياً". (١)
[إنكار صحة نسبة الإنجيل إلى يوحنا]
وتوجهت جهود المحققين لدراسة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، ومعرفة الكاتب الحقيقي له، فقد أنكر المحققون نسبة الإنجيل إلى يوحنا الحواري، واستندوا في ذلك
(١) انظر: قاموس الكتاب المقدس، ص (١١٠ - ١١١١)، وقد أخطأ د. بوست حين ذكر أن بطرس نقل من يوحنا، إذ تشابه الألفاظ لايعني النقل عن السابق، ولو لزم ذلك فإن يوحنا هو الذي نقل عن بطرس الذي توفي سنة ٦٥م، فيما كتب يوحنا إنجيله سنة ٩٥م، ثم إن الإحالة التي قصدها د. بوست ليست في (بطرس (٢) ١/ ١٤)، بل في (بطرس (١) ١/ ١٤).