لكنه نسب إلى المسيح مناقضة ذلك عندما ذكر - على لسانه - مثل الأمناء العشرة الذي ضربه المسيح لمملكته، وقد تمثل فيه قول الملك الذي رفضه شعبه، فقال:" أما أعدائي الذين لم يريدوا أن أملك عليهم، فأتوا بهم إلى هنا، واذبحوهم قدامي "(لوقا ١٩/ ٢٧)(١)، فأي الهديين في المعاملة مع الأعداء صدر من المسيح؟
[هل المطلوب بغض الوالدين أم محبتهما؟]
ومن التناقض أيضاً ما وقع فيه لوقا حين زعم أن المسيح قال:" إن كان أحد يأتي إلي ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون تلميذاً "(لوقا ١٤/ ٢٦).
ثم في موضع آخر يذكر لوقا أن رجلاً سأل المسيح عن طريق الحياة الأبدية فكان من إجابته "أكرم أباك وأمك "(لوقا ١٨/ ٢٠).
وفي مرقس أن المسيح قال:" تحب قريبك كنفسك "(مرقس ١٢/ ٣١)، فهل المطلوب من التلاميذ بغض الوالدين أم محبتهما وإكرامهما؟
[هل يعقل أن يكون مصير المسيح عليه السلام جهنم؟]
وتتناقض الأناجيل حين تذكر أن المسيح توعد الذين يشتمون إخوانهم بالنار، ثم تزعم أنه صنعه، فقد قال:" ومن قال: يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم"(متى ٥/ ٢٢).
في حين أن لوقا زعم أن المسيح قال لتلميذيه اللذين لم يعرفاه بعد القيامة:" أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء"(لوقا ٢٤/ ٢٥)، وأنه
(١) يرى القس الدكتور إبراهيم سعيد أن هذا النص يتحدث عن دينونة المسيح لليهود الرافضين لتمليكه عليهم، وأنه تحقق في "خراب أورشليم والمعاملة السيئة التي عومل بها اليهود في كل العالم .. على أن هذا القول لا يعني اليهود وحدهم، بل يشمل كل من كان على شاكلتهم". شرح بشارة لوقا، ص (٤٧٣).