للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنجيل مرقس ولوقا وكتاب الأعمال - توقف ميكايلس في كونها إلهامية ".

ويتحدث حبيب سعيد عن تشابه رسائل بولس بالرسائل التي كان يكتبها اليونان حينذاك من حيث ديباجتها ةخاتمتها وصياغتها منبهاً إلى حقيقة هامة وصحيحة عن بولس: " لم يدر بخلده عند كتابتها - أو على الأصح عند إملائها - أنه يسطر ألفاظاً ستبقى ذخراً ثميناً تعتز به الأجيال القادمة .. وقد كتب رسائله بموحيات الساعة الناشئة عن حاجات عاجلة حاتمة" (١)، ويا للعجب، بولس لا يعلم بقدسية كلماته، بينما النصارى عنه يناضلون، وينسبون إليه ما لم ينسبه هو إلى نفسه.

وفي الفاتيكان شكل البابا جون لجنة لدراسة الإنجيل برئاسة العلامة الشاب هانز كونج، وبعد دراسة متأنية، قررت اللجنة: " أن الإنجيل كلام بشر، وأنه لا يوجد دليل على أن الإنجيل ينحدر مباشرة عن الله ". (٢)

[إبطال دعوى النبوة لكتبة العهد الجديد]

بداية لا يسلم المسلمون بأن أحداً من الحواريين كان رسولاً، كما لم يصرح الإنجيليون فيما سوى بولس بذلك.

والمسلمون لا يؤمنون بالشهادات التي جعلت النصارى يقولون بنبوتهم، كما لا يؤمنون بغشيان روح القدس لهم بعد خمسين يوماً من صعود المسيح، ذاك الحدث الغريب الذي سجله لوقا، حين قال: " وامتلأ الجميع من الروح القدس، وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا " (أعمال ٢/ ٤).

كما لا يؤمن المسلمون بالمعجزات التي تنسبها إليهم تلك الأسفار، فكل هذه الأخبار لم ترد في دليل له اعتبار عندنا.

وننبه إلى أن بولس ولوقا ليسا من أولئك الذين تزعم النصارى حلول الروح القدس فيهم يوم الخمسين، إذ لم يكونا يومئذ من المؤمنين.


(١) سيرة بولس الرسول، حبيب سعيد، ص (١٢١).
(٢) انظر: مناظرتان في استكهولم، أحمد ديدات، ص (٢٧).

<<  <   >  >>