ثمة نصوص إنجيلية كثيرة تجلى فيها مصادمة الإنجيل الموجود بين أيدينا للفطرة الإنسانية التي خلق الله عليها عباده، مما يترك أثراً سلبياً أخلاقياً أو اجتماعياً على قارئيها، منها:
- أنه ثمة نصوص تصطدم مع طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها، ومنه ما جاء في العهد الجديد من حث على التبتل وترك الزواج يقول بولس:" أقول لغير المتزوجين وللأرامل: إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا "(كورنثوس (١) ٧/ ٨).
وفي نص آخر يقول:" لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله "(رومية ٨/ ٧)، وعليه فالأكل والشرب والنوم والزواج ... وغيرها من حاجات الإنسان الفطرية إنما يمارسها الإنسان وهو يعادي ربه، لأن الفكرة الخاطئة التي تسيطر على بولس هي العداوة بين الجسد والروح " لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون"(غلاطية ٥/ ١٧)، وهذا الصراع المفترض بين الروح والجسد يشوه الحياة الإنسانية التي لا تسعد إلا بتكامل حاجات الجسد ورغبات الروح.
وأما التلميذ يعقوب فيبالغ في تحذيره من محبة العالم، من غير أن يفرق بين الخير والشر، فيقول:"أيها الزناة والزواني، أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله، فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله"(يعقوب ٤/ ٤)، فهل محبة الخير أو الوالدين أو حتى شهوات الإنسان الفطرية من نكاح وتناسل وطعام وشراب، هل محبة هذه المحبوبات عداوة لله؟!
- وفي مرة أخرى ينسب متى إلى المسيح أنه قال:" يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات، من استطاع أن يقبل فليقبل "(متى ١٩/ ١٢).