كما وصف يوحنا الله الآب بأنه لم يسمع أحد صوته، فيقول:"والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي، لم تسمعوا صوته قط، ولا رأيتم هيئته"(يوحنا ٥/ ٣٧)، وعليه فإن أحداً لم يسمع صوت الله، وهو بذلك يخالف ما جاء في التوراة، التي تذكر أن بني إسرائيل سمعوا صوت الله حين كلمهم في حوريب "فكلمكم الرب من وسط النار، وأنتم سامعون صوت كلام، ولكن لم تروا صورة، بل صوتاً"(التثنية ٤/ ١٢)، فهل سمع البشر صوت الله أم لم يسمعوه؟
ويصف بولس الله عز وجل بوصف حق، فيقول:" الله ليس إله تشويش، بل إله سلام "(كورنثوس (١) ١٤/ ٣٣).
ولكنه يناقض بذلك ما جاء في سفر التكوين " وقال الرب: هوذا شعب واحد، ولسان واحد لجميعهم .. هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم، حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض، فبددوهم من هناك على وجه كل الأرض"(التكوين ١١/ ٦ - ٩).
[هل كل المطعومات مباحة؟]
ومن التناقضات أيضاً أن التوراة تتحدث عما يجوز أكله وما لا يجوز من الأطعمة مما ينجس أكله. (انظر اللاويين ١١/ ١ - ٤٧).
لكن مرقس يذكر أن المسيح خالف ذلك فقال كلاما غريباً أباح فيه كل طعام فقال:"اسمعوا مني كلكم وافهموا: ليس شيء من خارج الإنسي إذا دخل فيه يقدر أن ينجسه، لكن الأشياء التي تخرج منه هي التي تنجس ".
وقد صعُب فهم هذا على تلاميذه فأعادوا السؤال عنه، فأعاد الجواب، وقال:" لأنه لا يدخل إلى قلبه، بل إلى الجوف، ثم يخرج إلى الخلاء، وذلك يطهر كل الأطعمة "(مرقس ٧/ ١٤ - ١٩). فهذه أغرب طريقة في تطهير الطعام، وهي تناقض أحكام التوراة وتخالفها وتنقضها.