ويقول عباد بروسيوس:" إنه لما صلب على جبل قوقاس، اهتزت الكائنات، وزلزلت الأرض .. ".
والاعتقاد بحدوث أحداث سماوية عظيمة عند موت أحد العظماء أو ولادته، معروف عند الرومان واليونان.
كما ينقل المؤرخ "كنون فرار" في كتابه "حياة المسيح"، والمؤرخ جيبون في تاريخه أن عدداً من الشعراء والمؤرخين الوثنيين كان يقول:" لما قتل المخلص اسكولابيوس، أظلمت الشمس، واختبأت الطيور في أوكارها ... لأن شافي أمراضهم وأوجاعهم فارق هذه الدنيا ".
والقول بظلمة الشمس عند موت أحد المخلصين قيل عند مقتل هيركلوس وبيوس وكوتز لكوتل وكيبير ينوس إله الرومان، وعليه، فهو أسطورة قديمة تداولتها الأمم، ونقلها أصحاب الأناجيل من تلك الوثنيات.
وقد كان عباد الشمس يقدمون الضحايا لها، خاصة عند حدوث الكسوف الشمسي، فإذا زال الكسوف اعتقدوا أنه بسبب فداء أحد زعمائهم، حيث خلصهم وحمل عنهم العذاب، ومنه أخذ متى قوله:" ومن الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة "(متى ٢٧/ ٤٥). (١)
[قيام الآلهة من الأموات]
ومن أوجه الشبه بين الوثنيات القديمة والنصرانية القول بقيامة الآلهة من الأموات، فقد أجمعت الأناجيل على قيامة عيسى من الموت، ولكن هذا قد سبقهم إليه
(١) انظر: العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، محمد طاهر التنير، ص (٤١ - ٤٣)، المسيحية الحقة التي جاء بها المسيح، علاء أبو بكر، ص (١٦).