للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ميداناً محدداً للعمل، ولا يجوز لرجل أن يتدخل في شئونه مادام روح الله بدورها هادية له". (١)

ثالثاً: بولس الرسول

كما يرفض المحققون وسم النصارى لبولس بالرسول، إذ ليس له شاهد على دعواه النبوة إلا شهادته لنفسه بأنه رأى المسيح فجعله رسولاً، ومثل هذه الشهادة لا يعتد بها (انظر يوحنا ٥/ ٣١) كما قد رفض المحققون - كما أسلفنا - قصة تجلي المسيح له التي رواها عنه تلميذه لوقا في سفر أعمال الرسل لما فيها من تناقضات تبطل قدسيتها ووقوعها.

كما وجد المحققون في أقوال بولس ما يستحيل أن يصدر من نبي ورسول.

فمن ذلك إساءته الأدب مع الله في قوله: "لأن جهالة الله أحكم من الناس، وضعف الله أقوى من الناس" (كورنثوس (١) ١/ ٢٥)، فلا يقبل أن يقال بأن لله ضعفاً أو جهالة من أحد، سواء كان رسولاً أو غير رسول، وصدور مثله عن الرسل محال، إذ هم أعرف الناس بربهم العليم القوي المتعال.

ومثله يقول بولس: "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (كورنثوس (١) ٢/ ١٠).

ويقول مستحلاً المحرمات: "كل الأشياء تحل لي" (كورنثوس (١) ٦/ ١٢).

يقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس تعليقاً على هذه الفقرة: "استغلت الكنيسة هذا القول أسوأ استغلال في أوقات كثيرة، فكان بعض المسيحيين يبررون الكثير من


(١) ما هي النصرانية، محمد تقي العثماني، ص (١٧٠ - ١٧٤)، المسيح في الأناجيل بشر، ممدوح جاد، ص (١١٠ - ١١٢)، مسيحية بلا مسيح، كامل سعفان، ص (١٨ - ١٩).

<<  <   >  >>