للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اليونانية حسب استطاعته " كما يقول ايريناوس أسقف ليون ٢٠٠م في كتابه "الرد على الهراطقة" بأن متى وضع إنجيلاً للعبرانيين كتب بلغتهم. (١)

ولما كانت جميع مخطوطات الإنجيل الموجودة يونانية فقد تساءل المحققون عن مترجم الأصل العبراني إلى اليونانية، وفي ذلك أقوال كثيرة لا دليل عليها البتة، وهي - كما يرى الأب متى المسكين - "تخمينات لا يؤيدها برهان"، فقد قيل بأن مترجمه هو متى نفسه، وقيل: بل يوحنا الإنجيلي، وقيل غيرهما.

والصحيح ما قاله القديس جيروم (٤٢٠م): " الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف"، بل لعل مترجمه أكثر من واحد كما قال بابياس.

وقد قال نورتن الملقب " بحامي الإنجيل " عن عمل هذا المترجم المجهول: " إن مترجم متى كان حاطب ليل، ما كان يميز بين الرطب واليابس. فما في المتن من الصحيح والغلط ترجمه". (٢)

[التعريف بمتى]

فمن هو متى؟ وما صلته بالإنجيل المنسوب إليه؟ وهل يحوي هذا الإنجيل كلمة الله ووحيه؟

في الإجابة عن هذه الأسئلة تناقل المحققون ماذكره علماء النصارى في ترجمة متى، فهو أحد التلاميذ الاثني عشر، وكان يعمل عشاراً في كفر ناحوم، وقد تبع المسيح بعد ذلك.

وتذكر المصادر التاريخية أنه رحل إلى الحبشة، وقتل فيها عام ٧٠ م، ولم يرد له


(١) تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصري، ص (١٤٦، ٢١٤).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (٢/ ٥٢٣ - ٥٣٣)، الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٢٩).

<<  <   >  >>