ويعقوب ويوحنا الذين أخذهم المسيح وصعد جبل التجلي ". (١) أي أن تفسير هذه النصوص هو تجليه على الجبل بعد ستة أيام (انظر متى ١٧/ ١ - ٢)، فهل كان المسيح يخبر تلاميذه عن أمر سيحصل قبل أن ينتهي الجيل، ومقصده ما سيحصل بعد أسبوع !!!
وأيضاً فإن كلام المفسر مردود بنص متى الذي يتحدث عن إتيان للمسيح للدينونة فوق السحاب يرافقه مجد الله، "فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى ١٦/ ٢٧) وشيء من هذا لم يكن في يوم التجلي.
ثم ماذا عن النصوص التي قالها بولس وغيره بعد القيامة؟ وأين العلامات التي رافقت مجيء المسيح.
[معجزات المؤمنين]
ومن النصوص أيضاً التي تثبت شهادة الواقع خطأ الإنجيليين فيها، لأن المسيح لا يكذب، ولا يمكن أن يقول ما نسب إليه فيها، إذ هو من الخطأ البيّن.
من ذلك ما جاء في خاتمة مرقس، ففيها أن المسيح ظهر لتلاميذه بعد الصلب وقال لهم: "وهذه الآيات تتبع المؤمنين، يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة، يحملون حيّات، وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى، فيبرؤون " (مرقس ١٦/ ١٧ - ١٨).
وقريباً من هذا المعنى يقول مرقس بأن المسيح قال لتلاميذه: " ليكن لكم إيمان بالله، لأني الحق أقول لكم: إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر، ولا يشك في قلبه بل يؤمن، إن ما يقوله يكون، فمهما قال يكون له " (مرقس ١١/ ٢٢ - ٢٣).
(١) الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٤٩٩).