وفي إنجيل متى:" وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه "(متى ٢١/ ٢٢).
وحين تقدم رجل إلى المسيح يرجوه أن يشفي ابنه من الصرع، ويقول:"لكن إن كنت تستطيع شيئاً، فتحنن علينا، وأعنّا. فقال له يسوع: إن كنت تستطيع أن تؤمن، كل شيء مستطاع للمؤمن، فللوقت صرخ أبو الولد بدموع، وقال: أؤمن يا سيد، فأعِن عدم إيماني"(مرقس ٩/ ٢٣)، لقد أفهمه المسيح أن صنع المعجزات - كل المعجزات - يقدر عليه المؤمنون، وعليه طلب منه الإيمان ليشفي ابنه، فتعهد الرجل بالإيمان، وشفى له المسيح ابنه، لأنه لم يصر بعدُ في عداد المؤمنين.
وينقل يوحنا على لسان المسيح أنه قال:" الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي، فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها"(يوحنا ١٤/ ١٢)، فكل مؤمن يستطيع صنع المعجزات الباهرة التي صنعها المسيح من إحياء للموتى وشفاء للمرضى، والتجربة خير برهان!
ومن تشكك في نجاح هذه التجربة فليقرأ هذه السطور للأب متى المسكين، حيث يقول:"أعطني رُكباً منحنية وقلوباً صادقة في إيمانها بوعد المسيح، وسوف ترى كيف أن العمي يبصرون، والصم يسمعون، والشُّل والعرج يمشون ويجرون ويرقصون، وكل أنواع الأمراض تشفى، حتى المستعصية، من سرطان وسُل وتليف كبدي وفشل كلوي وأمراض القلب، فالمسيح هو هو، أمس واليوم وإلى الأبد". (١)
أما أولئك الذي يعجزون عن فعل المعجزات ممن يؤمن بقدسية هذا النص، فهؤلاء لا إيمان لهم، إذ يحكى متى عن تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد ليسألوه عن سبب إخفاقهم في شفاء المصروع فأجابهم: " لعدم إيمانكم، فالحق الحق أقول لكم: لو
(١) الإنجيل بحسب القديس متى (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٥١٤).