للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السموات تتزعزع، وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتياً في سحابة بقوة ومجد كثير .. الحق أقول لكم: إنه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل، السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول" (لوقا ٢١/ ٢٤ - ٣٣).

يقول الأب متى المسكين: "وقد اتفق جميع العلماء أن هذه الآية تخص خراب أورشليم والهيكل، الأمر الذي تم بالفعل في جيله". (١)

وقد سيطرت فكرة العودة السريعة والقيامة القريبة على كُتاب الرسائل، ومنهم بولس الذي يقول: " نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور " (كورنثوس (١) ١٠/ ١١).

وفي رسالته إلى تسالونيكي يتحدث عن الكيفية التي سيلاقي بها المسيح بعد قيام المؤمنين بالمسيح من الأموات، يقول: " إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب، لا نسبق الراقدين، لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (تسالونيكي (١) ٤/ ١٥ - ١٧).

ويؤكد إيمانه بهذه الفكرة في قوله: " هو ذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا (أي لن نموت كلنا)، ولكننا كلنا نتغير في لحظة، في طرفة عين، عند البوق الأخير فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير " (كورنثوس (١) ١٥/ ٥١ - ٥٢).

وعلى هذا النص الأخير تعلق الرهبانية اليسوعية، فتقول: " يتكلم بولس بكلام إنسان يتوقع أن يكون حياً عند مجيء المسيح".


(١) الإنجيل بحسب القديس لوقا (دراسة وتفسير وشرح)، الأب متى المسكين، ص (٦٧٤).

<<  <   >  >>