الكتاب بعهديه القديم والجديد، كما يشهد محققو الترجمة العربية المشتركة في تعليقهم على قوله:"أم تظنون أن الكتاب يقول باطلاً: الروح الذي حل فينا يشتاق إلى الحسد"(يعقوب ٤/ ٥).
- ومن صور التحريف ما وقع به يعقوب ولوقا حين تحدثا عن انقطاع المطر بدعاء النبي إيليا، فذكرا أنه استمر ثلاث سنين وستة أشهر، محرفين ما ورد في العهد القديم، الذي أفاد بأن انقطاع المطر لم يكمل الثلاث سنوات، فيقول يعقوب في رسالته:" كان إيليا إنساناً تحت الآلام مثلنا، وصلى صلاة أن لا تمطر، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر "(يعقوب ٥/ ١٧)، ووافقه لوقا فزعم أن المسيح قال:"أقول لكم: إن أرامل كثيرة كنّ في إسرائيل في أيام إيليا، حين أغلقت السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر، لما كان جوع عظيم في الأرض كله"(لوقا ٤/ ٢٥).
والقصة - كما أسلفت - منقولة ومحرفة عن سفر الملوك وفيه:" قال إيليا: .. إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي "(الملوك (١) ١٧/ ١)، ثم " بعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا في السنة الثالثة قائلاً: اذهب وتراءى لأخاب فأعطي مطراً على الأرض "(الملوك (١) ١٨/ ١)، وفعل، فنزل المطر، وكان ذلك في السنة الثالثة، ولعله في أولها، أي لم يكمل انقطاع المطر ثلاث سنوات، فضلاً عن الأشهر الستة التي زادها يعقوب ولوقا.
- ومن صور التحريف ما نسبه بولس إلى كتب الأنبياء من وصف الجنة التي أعدها الله للمؤمنين، فقال:" بل كما هو مكتوب: ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه "(كورنثوس (١) ٢/ ٩)، وليس في كتب الأنبياء في العهد القديم مثل هذا البتة؛ وإن تشبث البعض بما جاء في سفر إشعيا " لم تر عين إلهاً غيرك يصنع لمن ينتظره، تلاقي الفرح الصانع البر، الذين يذكرونك في طرقك، ها أنت سخطت إذ أخطأنا"(إشعيا ٦٤/ ٣ - ٤)، فبين النصين تباين لا يخفى، فالأول يتحدث عن جنة الله وجزائه، والثاني يتحدث عن الله الذي لا مثيل له في جزائه، وأيضاً فإن قول بولس:"ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان" لا مثيل له في النص التوراتي.
- ومثله ما نسبه متى إلى المسيح في إصحاح إنجيله الخامس وهو ينسخ أحكام