من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين، ثلاثة على اثنين، واثنان على ثلاثة، ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب، والأم على البنت، والبنت على الأم، والحماة على كنّتها، والكنّة على حماتها" (لوقا ١٢/ ٤٩ - ٥٣)، فهل صدق الإنجيليون حين زعموا أن المسيح كان نبي فساد؟ حاشاه، فهذا بهتان عظيم.
- وتبع رجل المسيح يريد أن يتشرف باتباعه، ثم جاءه يستأذنه ليدفن أباه، فيزعم متى أن المسيح نهاه وقال: " اتبعني. ودع الموتى يدفنون موتاهم " (متى ٨/ ٢٢)، فهل يفعل هذا كرام الناس؟ وهل هذا من البر بالوالد؟ وما الأثر الذي يتركه هذا النص على قارئه في القرن الواحد والعشرين؟ وهل لهذا الأمر الغريب علاقة في الكثير مما نراه من العقوق والجفاف في المجتمعات الغربية المسيحية؟
- واستأذنه تلميذ آخر في وداع أهله، فلم يأذن له، بل أنَّبه "وقال آخر أيضاً: أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولاً أن أودع الذين في بيتي، فقال له يسوع: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لوقا ٩/ ٦١ - ٦٢)، فهذا التلميذ لا يصلح لملكوت الله لأنه أراد وداع أهله! أي دين هذا! وأي تعاليم هذه؟ هل هذا ما تحث عليه كلمة الله؟
ولا ريب أن هذه النصوص وأمثالها سبب لكثير مما تعانيه أوربا والغرب من تفكك أسري وتقاطع بين الأرحام بل وفي الأنساب.
- ومن الجفاء الذي يتنره عنه المسيح، بل وكرام البشر، ما جاء في متى: " تقدم إليه رجل جاثياً له، وقائلاً: يا سيد ارحم ابني، فإنه يصرع ويتألم شديداً، ويقع كثيراً في النار، وكثيراً في الماء. وأحضرته إلى تلاميذك، فلم يقدروا أن يشفوه. فأجاب يسوع، وقال: أيها الجيل غير المؤمن الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى احتملكم؟ قدموه إليّ ههنا. فانتهره يسوع، فخرج منه الشيطان، فشفي الغلام" (متى ١٧/ ١٤ - ١٦)،