للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَخْلَد قال: دخلَ المأمونُ مِصْرَ فقام إليه فَرَجٌ النُّوبِي أبو حَرْملة، فقال: يا أميرَ المؤمنين الحمدُ لله الذي كفاك أمرَ عَدُوِّك، وأَدَان (١) لك العِراقَيْن والحَرَمَيْن، والشاماتِ (٢) والجَزِيرةَ، والثُّغورَ والعَوَاجِمَ (٣)، وأنت العالِمُ بالله وابنُ عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال: وَيْلك يا فَرَجُ -أو قال: وَيْحَك- قد بَقِيت لي خَلَّةٌ (٤) قال: وما هي يا أميرَ المؤمنين؟ قال: جُلُوسٌ في عَسْكَرٍ ومُسْتَمْلٍ تحتي (٥) -قال إبراهيم: العَسْكَر جَنَاحٌ- يقول: مَن ذَكَرتَ رضي الله عنك؟ فأقول: حدثنا الحمَّادان: حمَّادُ بن سلمة بن دِينار، وحمَّادُ بن زيد بن دِرْهَم قالا: حدثنا ثابت البُنَاني، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا


(١) في حاشية س: «أصل: وأحاز»، وفي حاشية أ: «في أصله: وأحان (قلت: كذا بالنون) صوابه: وأدان، في طرته»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه، ي، وهو كذلك في مصادر تخريج الأثر.
(٢) في حاشية أدون علامة: «والشامين»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه، ي، وهو كذلك في مصادر التخريج. وبلاد الشام قد يطلق عليها «شامات» و «شامين» أيضًا، كما في «معجم البلدان» (٣/ ٣١١، ٣١٢).
(٣) ضبب عليه في س، أ، وفي حاشيتهما: «صوابه: والعواصم». ولعل معنى العواجم: بلاد العجم، والله أعلم.
(٤) الضبط بفتح الخاء من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه، ي، وضبطه في حاشية أبضم الخاء.
والخَلة، بالفتح: الخصلة، وهو المراد هنا، وبالضم: الخليل. وينظر: «مختار الصحاح» (خ ل ل).
(٥) في مصادر التخريج: «يجيء».

<<  <   >  >>