وقال أيضًا:«كتب وجمع وصنف، وساد أصحاب الحديث، وكتابه المذكور ينبئ بإمامته».
وقد مدح الرامهرمزيُّ عضد الدولة أبا شجاع بمدائح، وبينه وبين الوزير المهلَّبي وأبي الفضل ابن العميد مكاتبات ومجاوبات.
وبعد ذلك صار الرامهرمزي إلى أبي الفضل ابن العميد، فلما فتشه شدا منه علمًا غزيرًا، وقبس أدبًا كثيرًا، وقال الرامهرمزي: إن أعجب الأستاذ معرفتي صَحِبتُه وتعلقتُ به وأقمتُ عنده وبين يديه.
وكتب الرامهرمزي إلى منزله برامهرمز: بسم الله الرحمن الرحيم، قد وردتُ من الأستاذ الرئيس على ضياء باهر، وربيع زاهر، ومجلس قد استغرق جميعَ المحاسن، وحفَّ بالأشراف والأكارم، وجلساء أقرانٍ أعدادِ عامٍ، كأنهم نجوم السماء، من طالبيٍّ رخو المعاطف، صُلب المكاسر، جامعٍ إلى شرف الحسب دينًا وظُرفًا، وإلى كَرم المحتد حرمة وفضلًا، وكاتب حصيف، وشاعر مفلق، وسمير أنيق، وفقيه جَدِلٍ، وشجاع بطل:
كرام المساعي لا يَخاف جليسهم ... إذا نطق العوراء غَرْبَ لسان
إذا حُدِّثوا لم تخشَ سوءَ استماعهم ... وإن حَدَّثوا أدَّوْا بحُسن بيان
ووضعنا الزيارة حيث لا يُزري بنا كرمُ المزور، ولا يعاب الزور، يجدُّ الأستاذ عندي كل يوم مكرمة وميرة، تطويان مسافة الرجاء، وتتجاوزان غايات الشكر