للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلتُ: مَنِ الناسُ؟ قال: العلماءُ. قلتُ: مَنِ المُلوكُ؟ قال: الزُّهَّاد. قلتُ: مَنِ الغَوْغَاءُ؟ قال: هَرْثَمَةُ وخُزَيْمة بنُ خازِم (١).

قلتُ: مَنِ السِّفَلُ (٢)؟ قال: مَن باعَ دينَه بدنيا غيرِه.

٩٠ - حدثنا الحَضْرَمي، حدثنا علي بن الحُسين البَزَّاز (٣)، حدثنا يحيى بن يَمَان، عن سفيان، عن عمرو بن قَيْس المُلَائي قال: كان يقال: تَعَلَّموا العِلمَ، وتَعَلَّموا للعِلمِ السَّكِينةَ والحِلْمَ، وتواضَعوا لِمَن تتعلَّمون منه، ولْيَتواضَعْ لكم مَن عَلَّمَكم.

٩١ - قال أيُّوب بن المُتَوَكِّل، سمعت عبد الرحمن بن مَهْدي يقول: كان الرجلُ مِن أهل العِلم، إذا لَقِي مَن هو فوقه في العِلم، فهو يومُ غَنِيمتِه (٤) سألَه وتَعَلَّم منه، وإذا لقي مَن هو دونه في العِلم عَلَّمه وتواضَعَ له، وإذا لقي مَن هو مثلُه في العِلم ذاكَرَه ودارَسَه.


(١) هرثمة: هو ابن أعين، الأمير ولي مملكة خراسان للرشيد، وكان من رجال الدهر ورءوس الدولة، توفي سنة (٢٠١ هـ). «تاريخ الإسلام» (٥/ ٢١٢).
وخزيمة بن خازم: هو النهشلي القائد، كان له تقدُّم ومنزلة عند الخلفاء، نزل بغداد وأقام بها إلى حين وفاته، مات سنة (٢٠٣ هـ). «تاريخ بغداد» (٩/ ٣٠١).

فعدَّ ابنُ المبارك - رحمه الله - الزُّهادَ ملوكًا، وعدَّ هذين الأميرين غوغاء؛ لانشغالهما بأمور الملك عمَّا خُلقا له من العلم والعبادة والزهادة في الدنيا، والله أعلم.
(٢) في حاشية أدون علامة: «السفلة»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه، ي. والضبط بكسر السين وفتح الفاء من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه.
(٣) في ي: «البزار»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه.
(٤) في ك، حاشية أمنسوبًا لنسخة: «غنيمة»، والمثبت من ظ، س، أ مصححًا عليه، ي.

<<  <   >  >>