(٢) لم أجده من طريق غندر عن شعبة عن الحكم. وأخرجه أحمد (١٨٠٩٢، ١٨٠٩٣، ١٨٠٩٦)، وابن ماجه (٣٧٠٥)، والترمذي (٢٧٣٣، ٣١٤٤)، والنسائي في (٤٠٧٨) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان. (٣) في هذه القصة نظر؛ فإن إقرار اليهوديين بأنه - صلى الله عليه وسلم - نبيٌّ ليس دليلًا على إسلامهما؛ وذلك لأنهما لم يلتزما طاعته ومتابعته، فإذا تمسكا بدينهما بعد هذا الإقرار؛ فإنه لا يكون ردة منهما، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (٧/ ٥٦١):
«وأيضا فقد جاء نفر من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: نشهد إنك لرسول. ولم يكونوا مسلمين بذلك؛ لأنهم قالوا ذلك على سبيل الإخبار عما في أنفسهم، أي: نعلم ونجزم أنك رسول الله قال: فلم لا تتبعوني؟ قالوا: نخاف من يهود. فعُلِم أن مجرد العلم والإخبار عنه ليس بإيمان حتى يتكلم بالإيمان على وجه الإنشاء المتضمن للالتزام والانقياد، مع تضمن ذلك الإخبار عما في أنفسهم؛ فالمنافقون قالوا مخبرين كاذبين فكانوا كفارًا في الباطن، وهؤلاء قالوها غير ملتزمين ولا منقادين فكانوا كفارا في الظاهر والباطن، وكذلك أبو طالب قد استفاض عنه أنه كان يعلم بنبوة محمد، وأنشد عنه: ولقد علمت بأن دين محمد ... من خير أديان البرية دينا لكن امتنع من الإقرار بالتوحيد والنبوة؛ حبًّا لدين سلفه، وكراهة أن يعيِّره قومه، فلما لم يقترن بعلمه الباطن الحب والانقياد الذي يمنع ما يضاد ذلك من حب الباطل وكراهة الحق لم يكن مؤمنًا» اهـ. قلت: وفي هذه القصة أيضًا إزراء بأهل الحديث، ووصفهم بعدم الفقه، وأئمة الحديث -كمالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد وغيرهم- هم أئمة الفقه بلا ريب.