للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤٦ - أخبرنا السَّاجي، أنَّ جعفر بن أحمد حدَّثهم قال: لمَّا وَضعَ أبو عُبيد كُتُبَ الفقه والردِّ بلغ ذلك حُسين بن علي الكَرَابيسي فأخذ (١) بعضَ كتبِه، فنظر فيه، فإذا هو يحتجُّ عليهم بحُجَجِ الشافعيِّ (٢) ويحكي لفظَه، وهو لا يذكر الشافعيَّ، فغضبَ حُسينٌ ولَقِيَه، فقال: يا أبا عُبيد، تقولُ في كتبِك: قال ابنُ الحسن، وقال فلان، وتُدْغِمُ ذِكْرَ (٣) الشافعيِّ، وقد سرقتَ احتجاجَه مِن كتبِه، ما أنت؟ وهل تُحْسِنُ أنت شيئًا؟ إنَّما أنت راوِيةٌ. ثم سألَه عن رجلٍ ضَربَ صدرَ رجلٍ، فكَسر ضِلْعًا مِن أضلاعه، فأجابه بالخطإ، فقال: أنت لا تُحسن مسألةً واحدةً، تضعُ الكتبَ؟ ! فلم يَقُم حتى بيَّن أمرَه (٤).

١٤٧ - أخبرني أبي، أنَّ القاسم بن نصر المُخَرِّمي حدَّثهم قال: سمعتُ عليَّ بن المَدِيني يقول: قَدِمتُ الكوفةَ (٥)، فعُنِيتُ بحديث الأعمش فجمعتُه، فلما


(١) «فأخذ» سقط من المطبوعة، وهو ثابت في جميع النسخ.
(٢) في س، ي: «للشافعي»، والمثبت من ظ، ك، أ.
(٣) في حاشية أمنسوبًا لنسخة: «قول»، والمثبت من ظ، س، ك، أ مصححًا عليه، ي.
(٤) ذكره ابن حجر في ترجمة الكرابيسي من «تهذيب التهذيب» (٢/ ٣٦١) ناقلًا له من هذا الكتاب.
وفي هذه القصة نظر؛ فإن أبا عبيد القاسم بن سلام إمام كبير من أئمة السنة والفقه واللغة، والكرابيسي متكلَّم فيه بسبب مسألة اللفظ بالقرآن، وقد هجره أصحاب الحديث لذلك، وكان يتكلم في أحمد بن حنبل، فتجنب الناس الأخذ عنه، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه، وقال: ما أحوجه أن يُضرب. وينظر ترجمة الكرابيسي من «تهذيب التهذيب».
(٥) في ظ: «المدينة»، والمثبت من س، ك، أ، ي، حاشية ظ دون علامة.

<<  <   >  >>