للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسائلَ، ويُملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألةً في كلِّ مسألةٍ يروي الحديثَ والحديثين، ويقول: سألتُ مالكًا، وسألتُ سفيانَ، وعُبيد الله بن الحسن. قال: فلما قمتُ قال: لا تَعُدْ ثانيًا تقول ما قلتَ. فقمنا وخرجنا، قال: فأقبل عليَّ سليمانُ، فقال: أَيْشٍ خرج علينا مِن صُلْب مَهْديٍّ هذا؟ ! كأنَّه كان (١) قاعدًا معهم، سمعتُ مالكًا وسفيانَ وعُبيدَ الله (٢).

١٤٨ - أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل التُّسْتَري، حدثنا محمد بن سعيد التِّرْمِذي، وقد كتبتُ أنا عنه ولم أسمَعْ هذا منه، حدثنا علي بن المَدِيني، أخبرنا عبد الرَّزَّاق، عن مَعْمَر، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ».

قال محمد بن سعيد التِّرْمِذي: فسألتُ أبا عُبَيْد عن العَقْر؟ فقال: لا أدري. ثم سألوا أبا عبد الله بن الأعرابي عنها؟ فقال: لا أدري. ثم سألوا أبا عمرو الشَّيْباني؟ فقال: لا أدري.

فقيل: سَلُوا أهلَها. فقالوا لأحمد بن حنبل: ما معنى قولِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ»؟ فقال: كانوا في الجاهليَّة إذا مات فيهم السَّيِّدُ عَقَروا على قبره، فنهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: «لَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ».


(١) «كان» ليس في ي، وأثبته من ظ، س، ك، أ.
(٢) أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١١/ ٥١٩)، وفي «الجامع لأخلاق الراوي» (١٨٤٥)، وعلي بن المفضل المقدسي في «الأربعون على الطبقات» (ص: ٢١٨) كلاهما من طريق المصنف.

<<  <   >  >>