للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤٩ - حدثني العبَّاس بن الحُسين البغدادي، حدثنا أحمد بن محمد (١) بن بَكْر النَّيْسابوري قال: سمعتُ أبا العبَّاس الحَرَّانيَّ يقول: سمعتُ أبا عاصم النَّبِيل يقول: الرِّياسة في الحديث بلا دِرايةٍ رِياسةٌ نَذْلَةٌ (٢).

١٥٠ - حدثني أحمد بن محمد بن سَهْل الطَّيَالِسي قال: سمعتُ محمد بن يُونُس الكُدَيْمي يقول: سمعتُ سليمان الشَّاذَكُوني يقول: وسُئِل عن أحمد وعلي بن المَدِيني فقال: «ما أُشَبِّهُ (٣) السُّكَّ باللُّكِّ (٤)» (٥).


(١) في حاشية كل من س، أ، ي منسوبًا في كل منها لنسخة: «حمد»، والمثبت من ظ، س مصححًا عليه، ك، أ، ي، ج. وأحمد بن محمد بن بكر النيسابوري لعله المترجم في «تاريخ بغداد» (٦/ ٧١).
(٢) أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (١٥٤٩) من طريق المصنف. ثم قال الخطيب: «والرئاسة التي أشار إليها أبو عاصم إنما هي اجتماع الطلبة على الراوي للسماع منه عند علو سنه وانصرام عمره -يعني: فإن سنده لا يعلو ولا تقع الحاجة إليه غالبًا إلا حين تقدمه في السن- وربما عاجلته المنية قبل بلوغ تلك الأمنية، فتكون أعظم لحسرته وأشد لمصيبته». إلى أن قال: «وإذا تميز الطالب بفهم الحديث ومعرفته تعجل بركة ذلك في شبيبته». وينظر: «فتح المغيث» (٣/ ٣٠٤).
(٣) ضبطه في ك بفتح الهمزة والباء، وفي أ بفتح الباء والهاء، والضبط المثبت بضم الهمزة وفتح الشين وكسر الباء المشددة وضم الهاء من س، والمعنى كما في مصادر التخريج الآتية يؤيده، ومعناه والله أعلم: لا أُشبِّه أحمد بعلي، كما لا أُشبِّه السك باللك، فأحمد يفوق عليًّا بكثير، كما أن السك يفوق اللك بكثير. وينظر: الحاشية الآتية والتي بعدها.
(٤) السُّك، بالضم: نوع من أنواع الطيب. واللُّك، بالضم: عصارة نبات يُصبَغ بها. «تاج العروس» (س ك ك، ل ك ك).
(٥) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٩/ ١٦٩) -ومن طريقه الذهبي في «السير» (١١/ ٢٠٣) - وابن أبي يعلى في «طبقات الحنابلة» (١/ ٤٣٧ - ط عثيمين)، وابن الجوزي في «مناقب الإمام أحمد» (ص: ٣٤٨) كلاهما من طريق محمد بن يونس الكديمي.
ولفظه في «مناقب الإمام أحمد» بإسناده عن محمد بن يونس أنه قال: «حدثني سليمان بن داود الشاذكوني قال: علي بن المديني يتشبَّه بأحمد بن حنبل! أيهات, ما أشبه السُّك باللك, لقد حضرت من ورعه شيئًا بمكة؛ أنه رهن سطلًا عند فاميّ -يعني: البقال- فأخذ منه شيئًا يتقوته, فجاء فأعطاه فكاكه, فأخرج إليه سطلين فقال: انظر أيهما سطلك فخذه. فقال: لا أدري, أنت في حل منه ومما أعطيتك في حل, ولم يأخذه, قال الفامي: والله إنه لسطله, وإنما أردت أن أمتحنه فيه».

<<  <   >  >>