للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله أنَّه شَرِب نَبِيذًا كأشدِّ النَّبِيذ، وحدثنا. وجعل يذكر الحديثَ، وما جاء فيه مِن الرُّخصة.

١٥٢ - وأخبرنا به أبو يعلى المَوْصلي فيما كَتَبَ به (١) إلينا، أنَّ منصورَ بن أبي مُزاحِم حدَّثهم قال: سمعتُ شَرِيكَ بنَ عبد الله في مجلس أبي عُبَيد الله (٢)، وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، وأبو مُصْعب، وعنده مِن أشراف الناس، وابنٌ لأبي موسى يقال له: أبو بلال بن الأشعري، وخالد بن هِلال المَخْزومي، فتذاكروا (٣) النَّبِيذَ، فتحدَّثوا فيه، فتكلَّم مَن حَضَر مِن العراقيين، فرخَّصوا في النَّبِيذ، وذَكَرَ الحجازيُّون التشديدَ.

فقال شَرِيك بن عبد الله: حدثنا أبو إسحاق الهَمْداني، عن عمرو بن مَيْمون قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : إنَّا نأكلُ لُحُومَ هذه الإبل، وليس يَقْطَعُه في بطوننا إلا النَّبِيذُ الشديدُ (٤).

فقال الحسن بن زيد (٥): {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} [ص: ٧].

فقال شَرِيك للحسن: شَغَلَك عن هذا جلوسُك على الطَّنَافِس (٦) في صدور


(١) «به» ليس في ي، وأثبته من ظ، س، ك، أ.
(٢) في المطبوعة: «أبي عبد الله» خطأ، والمثبت من جميع النسخ.
(٣) في ك: «يتذاكروا»، والمثبت من ظ، س، أ، ي.
(٤) أخرجه الدارقطني في «سننه» (٤٦٨١) من طريق شريك.
(٥) هو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد المدني، صدوق يهم، وكان فاضلًا، وَلِي إمرة المدينة للمنصور، مات سنة (١٦٨ هـ) وهو ابن خمس وثمانين سنة. «تقريب التهذيب» (١٢٤٢).
(٦) الطنافس: مفردها الطنفسة، وهي البساط. «المعجم الوسيط» (ط ن ف س).

<<  <   >  >>