للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ذو الرُّمَّة (١) وقد بلغ أربعين سنةً: عِشتُ نصفَ عُمْرِ الهَرِم (٢).

٢٦٣ - وكان لا يَدخلُ دارَ النَّدْوةِ إذا حَزَبَ قُرَيْشًا (٣) أمرٌ إلَّا (٤) ابنُ الأربعين فصاعدًا، حدثنا بذلك أحمد بن عمرو الحَنَفي، حدثنا الرِّيَاشي، عن ابن (٥) سَلَّام، عن أَبَان بن عثمان (٦).


(١) هو غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة، شاعر أُموي مشهور، بلغ أربعين سنة، وتوفي وهو خارج إلى هشام بن عبد الملك، له ترجمة مطولة في «تاريخ دمشق» لابن عساكر (٤٨/ ١٤٢).
(٢) الضبط بكسر الراء من أ مصححًا عليه، وضبطه في ي بفتحها. والهرَم، بالفتح: أقصى الكبر، وبالكسر: الرجل الذي بلغ أقصى الكبر. ينظر: «تاج العروس» (هـ ر م).
وهذا الأثر أخرجه ابن سلام في «طبقات فحول الشعراء» (٢/ ٥٦٤ رقم ٧٦٠)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٨/ ١٨٤)، وبعده عندهما: «ولم يبق ذو الرُّمة بعد ذلك إلا قليلًا؛ لأنه مات شابًّا».
(٣) «قريشًا» سقط من المطبوعة، وهو ثابت في جميع النسخ.
(٤) بعده في حاشية أ مصححًا عليه ومنسوبًا لنسخة طبقات السماع: «من»، والمثبت من ظ، ك، أ مصححًا عليه، ي.
(٥) في ي، حاشية أمنسوبًا لنسخة ومصححًا عليه: «أبي»، والمثبت من ظ، ك، أ مصححًا عليه.
(٦) تعقبه القاضي عياض في «الإلماع» (ص: ٢٠٠) بقوله: «واستحسانه هذا لا يقوم له حجة بما قال، وكم من السلف المتقدمين ومن بعدهم من المُحْدثين من لم ينته إلى هذا السن، ولا استوفى هذا العمر ومات قبله، وقد نشر من الحديث والعلم ما لا يُحصى، هذا عمر بن عبد العزيز توفي ولم يكمل الأربعين، وسعيد بن جبير لم يبلغ الخمسين، وكذلك إبراهيم النخعي، وهذا مالك ابن أنس قد جلس للناس ابن نيف وعشرين، وقيل: ابن سبع عشرة سنة، والناس متوافرون وشيوخه أحياء ... وكذلك محمد بن إدريس الشافعي قد أُخذ عنه العلم في سن الحداثة وانتصب لذلك في آخرين من أئمة المتقدمين والمتأخرين» اهـ.
وذكر ابن الصلاح في «المقدمة» (ص: ٤٢٠) كلام القاضي عياض ثم قال: «قلت: ما ذكره ابن خلاد غير مستنكر، وهو محمول على أنه قاله فيمن يتصدى للتحديث ابتداء من نفسه، من غير براعة في العلم تعجلت له قبل السن الذي ذكره، فهذا إنما ينبغي له ذلك بعد استيفاء السن المذكور؛ فإنه مظنة الاحتياج إلى ما عنده.
وأما الذين ذكرهم عياض ممن حدث قبل ذلك؛ فالظاهر أن ذلك لبراعة منهم في العلم تقدمت، ظهر لهم معها الاحتياج إليهم فحدَّثوا قبل ذلك، أو لأنهم سُئلوا ذلك، إما بصريح السؤال أو بقرينة الحال».

وقال ابن دقيق العيد في «الاقتراح» (ص: ٣٤): «ويختلف ذلك بحسب الزمان والمكان، فرب بلاد مهجورة يقع إليها من يُحتاج إلى روايته هناك، ولا يُحتاج إلى روايته في البلاد التي يكثر فيها العلماء».
وينظر: «فتح المغيث» (٣/ ٢٢٩)، و «النكت الوفية» (٢/ ٣١١).

<<  <   >  >>