للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦٣٤ - حدثنا عبد الله بن أحمد بن مَعْدان، حدثنا مَذكور بن سليمان الواسطي قال: سمعتُ عفَّان بن مسلم قال: قدِمنا الكوفة، فأقمنا أربعة أشهر، وما رأينا بالكوفة لَحْنًا مُجَوَّزًا (١).

٦٣٥ - حدثنا عبد الله بن محمد البَغَوي، حدثنا محمد بن عِمْران الأَخْنَسي، حدثنا أبو بكر، عن عاصم قال: ما رأيتُ أحدًا كان أعربَ (٢) مِن زِرِّ بن حُبَيْش، كان ابنُ مسعود يسألُه (٣).

قال القاضي: أمَّا تغيير اللَّحن فوجوبه ظاهر؛ لأنَّ مِن اللَّحن ما يُزيل المعنى ويُغيِّره عن طريق حُكْمِه، وكثيرٌ من رواة الحديث لا يَضبطون الإعرابَ ولا يُحسِنونه، وربَّما حرَّفوا الكلامَ عن وجهه، ووضعوا الخِطاب في غير موضعه، وليس يلزم مَن أخذَ عن هذه الطائفة أنْ يحكيَ ألفاظَهم إذا عرف وجهَ الصواب، إذا كان المرادُ من الحديث معلومًا ظاهرًا، ولفظُ العرب به معروفًا فاشيًا، ألَا ترى أنَّ المحدِّث إذا قال: «لا يؤمُّ المُسافرَ المُقيمُ» فنصب «المسافرَ»، ورفع «المُقيمَ»، وكذلك: «لا يؤمُّ المُقيَّدَ المُطلَقُ» فنصب «المُقيَّدَ» ورفع «المُطلَقَ» كان قد أحال.


(١) سيأتي بأطول من هذا (رقم: ٧١٦).
(٢) في س، أ، ي، ك: «أعرف»، والمثبت من ظ، وهو الموافق لمصادر التخريج الآتية.
(٣) أخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (١٠/ ١٩٣)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١٩/ ٢٨) من طريق أبي بكر بن عياش به. وأخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (٤/ ١٨٣) من قول أبي بكر بن عياش نفسه. وفي هذه المصادر: «كان ابن مسعود يسأله عن العربية».

<<  <   >  >>