للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ) أي: إلى الحجر (لِيَأْخُذَهُ) فيصنع به كما صنع (فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا) الذي شدخ رأسه (حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ) وفي التعبير: "حتى يصح رأسه" (١) (وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ، قُلْتُ) لهما (مَنْ هَذَا؟) فإن قيل: لم ذكر في هذا بلفظ "من" وفي أخواتهما بلفظ: ما؟ فالجواب: أن السؤال بـ"من" عن الشخص، وبـ"ما" عن حاله وهما متلازمان، في المآل لكن لما كان هذا عبارة عن العالم بالقرآن ذكره بلفظ: "من" الذي للعقلاء؛ إذ العلم من حيث هو فضيلة وإن لم يكن معه (٢) العمل بخلاف غيره؛ إذ الأفضلية (٣) لهم، كأنهم لا عقل لهم. كذا قرره الكرماني فليتأمل (٤).

(قَالَا: انْطَلِقْ. فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ) بفتح المثلثة وسكون القاف. وفي رواية: الكشميهني: بالنون المفتوحة وسكون القاف، وعند الأصيلي: بالنون وفتح القاف وهو بمعنى: ثقب، بالمثلثة (٥). (مِثْلِ التَّنُّورِ) بفتح المثناة الفوقية وبضم النون المشددة وفي آخره راء، وهذه اللفظة من الغرائب حيث توافق فيه جميع اللغات، وهو الذي يخبز فيه (٦).

(أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ) أي: ذلك الثقب (تَحْتَهُ نَارًا) نصب على التمييز، كقوله: مررت بامرأة تتضوع من أردانها طيبًا. أي: يتضوع طيبها من أردانها، فكأنه قال: يتوقد ناره تحته. قاله ابن مالك (٧).

قال البدر الدماميني: وهو صريح في أن تحته منصوب لا مرفوع، وقال: إنه رآه في نسخة بضم التاء، وصحح عليها، قال: وكان هذا بناء على أن تحته فاعل يتوقد، ونصوص أهل العربية تأباه. فقد صرحوا بأن فوق وتحت من الظروف المكانية العادمة للتصرف. انتهى (٨).


(١) صحيح البخاري، (٩/ ٤٤) (٧٠٤٧).
(٢) [معه] سقط في ب.
(٣) [لا فضيلة لهم]
(٤) الكواكب الدراري (٧/ ١٥٦).
(٥) عمدة القاري (٨/ ٢١٦).
(٦) مشارق الأنوار على صحاح الآثار [ت ن ر] (١/ ١٢٣).
(٧) شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح (ص: ١٣٣).
(٨) مصابيح الجامع (ص: ٣٠٧).