للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(قَالَ: مَاتَ إنسان كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُهُ) أي: يزوره في مرضه، قيل: هذا الإنسان هو طلحةُ بن البراء بن عمير البلوي؛ حليف الأنصار، كما رَوى الطَّبراني مِنْ طَريقِ عروةَ بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن وَحْوَحْ الأنصاري وهو بمهملتين على وزن جعفر "أن طلحة بن البراء مرض؛ فأتاه النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده، فقال: إني لا أرى طلحة، ألا قد حدث فيه الموت؛ فآذنوني به، وعجلوا؛ فلم يبلغ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بني سالم بن عوف حتَّى تُوفِّي، وكان قال لأهله -لما دخل الليل-: إذا مِتُّ؛ فادفنوني، ولا تدعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فإني أخاف عليه يهود، أنْ يُصابَ بسببي؛ فأخبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح؛ فجاء حتَّى وقف على قبره؛ فصف النَّاس معه، ثُمَّ رفع يديه، فقال: "اللهم القَ طلحة يضحك إليك، وتضحك إليه" (١) أي: يرضى عنك وترضى عنه.

وأخرجه أبو داود مختصرًا من حديث الحُصين بن وحوح "أنَّ طلحة بن البراء مرض؛ فلما أتاه النَّبي - صلى الله عليه وسلم - يعودُه فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت؛ فآذنوني به، وعجلوا؛ فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن يحبس بين ظهراني أهله (٢).

ووقع في (التوضيح شرح الصحيح: للشيخ سراج الدين ابن الملقن) أنَّ هذا الإنسان هو الميت المذكور في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الذي تَقُمُّ المسْجِدُ (٣).

وقال الحافظ العسقلاني: وهو وهم منه لتغاير القصتين؛ فإنَّ الصحيح أنَّها امرة يُقال لها: أم محجن (٤)، والله أعلم.


(١) المعجم الأوسط: باب الميم (٨/ ١٢٥)، (٨١٦٨) وقال سعيد الانصاري، عن حصين بن وحوح، إسناد ضعيف فيه سعيد الأنصاري وهو مجهول، تفرد عنه ابنه، ترجمته ميزان الاعتدال (٢/ ١٦٤) (٣٣٠٥) وقال الهيثمي في "مجمع الزاوئد" (٣/ ٣٩) (٤١٩٤): رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن.
(٢) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب باب التعجيل بالجنازة (٣/ ٢٠٠)، (٣١٥٩)، من طريق: عَزْرةَ أو عَرْوةَ بن سعيد الأنصاريٍّ، عن أبيه، عن الحُصين بن وَحْوَح، إسناده ضعيف لجهالة عزرة -أو عروة- بن سعيد الأنصاري وجهالة أبيه، وقال الطَّبراني في "الأوسط" (٨/ ١٢٥)، (٨١٦٨): لا يُروى هذا الحديثُ عن حصين بن وحوح إلا بهذا الإسناد. تفرد به عيسى بن يونس.
(٣) التوضيح (٩/ ٤٢٤).
(٤) فتح الباري (٣/ ١١٨).