للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الموطأ عن أبي النضر السلمي رفعه "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد؛ فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار (١) ".

وقد عرف من القواعد الشرعية أن الثواب يترتب على النية؛ فلا بدَّ من قيد الاحتساب، فالأحاديث المطلقة محمولة على المقيدة، لكن في معجم الطَّبراني عن ابن مسعود - رضي الله عنه - مرفوعًا "من مات له ولد، ذكرًا أو أنثى، [مسلم] (٢) أو لم يسلم، رضي أم (٣) لم يرض، صبر أم لم يصبر؛ لم يكن له ثواب إلا الجنة (٤) " لكن إسناده ضعيف.

(وَقَالَ اللَّهُ) وفي رواية: وقول الله بالجر على قوله: من مات (عَزَّ وَجَلَّ) {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ} [البقرة: ١٥٥] أي: ولنصيبنكم إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم، هل تصبرون، وتثبتون على ما أنتم عليه من الطاعة، وتسلمون لأمر الله، وحكمه أم لا؟ والبلاء معيار كالمحك يظهر به جوهر النفس، هل تصبر وتثبت، أم تجزع وتقلق؟ {بِشَيْءٍ} قليل، وفيه: إيذان بأنَّ كل بلاء أصاب الإنسان -وإنْ جلَّ- ففوقه ما يقل بالنسبة إليه، وتخفيف عليهم بأن رحمته معهم في كل حال لا تزايلهم حتَّى في حال البلاء، فلو عرفوا ذلك لشكروا في موضع الصبر، ولهذا شكر العرفاء، وحمدوا لله -تعالى-، كما شكر غيرهم على النعماء، وإنما وعدهم ذلك قبل كونه ليعلموا ثواب الصبر، ويوطنوا عليه


(١) الموطأ، مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، المحقق: محمد مصطفِي الأعظمي، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية - أبو ظبي - الإمارات، الطبعة: الأولى، ١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م، كتاب الجنائز، الحسبة في المصيبة (٢/ ٣٣٠) (٨٠٥) حديث صحيح، أخرجه البخاري في الإيمان والنذور، عن طريق إسماعيل (٧/ ١٣٤) (٦٦٥٦).
(٢) [سلم].
(٣) [أو] في المعجم الأوسط.
(٤) المعجم الأوسط، باب الميم، من اسمه: محمد (٦/ ٤٦)، (٥٧٥٣)، من طريق: عمرو بن خالد الأعشى، عن محل بن محرز الضبي، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود. اسناده ضعيف فيه، عمرو بن خالد أبو حفص الأعشى، قال ابن حجر العسقلاني في "التقريب" (١/ ٤٢١) (٥٠٢٢): منكر الحديث.