للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعن ابن عباس - رضي الله عنها -: لَا يُهْتَدَى إلَيْهِ حِسَابُ الْحِسَابِ ولا يعرف (١).

وعن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "ينصب الله الموازين يوم القيامة؛ فيؤتى بأهل الصلاة، فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة؛ فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج؛ فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل البلايا؛ فلا ينصب لهم ميزان، ولا ينشر لهم ديوان، ويصب عليهم الأجر صبًّا، قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (١٠)} حتَّى يتمنى أهل العافية في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل" (٢)، والله أعلم.

[١٠٦ أ/س]

وقال ابن بطال: أراد - صلى الله عليه وسلم - أن لا يجتمع عليها مصيبتان: مصيبة فقد الولد، ومصيبة فقد الأجر الذي يبطله الجزع؛ فأمرها بالصبر الذي لا بد للجازع من الرجوع إليه بعد سقوط أجره، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "الصبر عند الصدمة الأولى" يعني أن الصبر عند قوة المصيبة أشد، فالثواب عليه أكثر؛ لأنه إذا طالت /تسلى المصائب، فيصير الصبر طبعًا؛ فلا يؤجر عليه مثل ذلك، وقيل: مصيبة لم يذهب فرح ثوابها ألم حزنها، فهي المصيبة الدائمة، والحزن الباقي (٣).

وقال الحسن: الحمد لله الذي آجرنا على ما لا بد لنا منه (٤)، وفي الحديث: جواز زيارة القبور، وفيه: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وفيه: الدلالة على تواضعه - صلى الله عليه وسلم - وكونه لم ينهرها، وفيه:


(١) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (٤/ ١١٨).
(٢) رواه الطَّبراني في معجمه، باب العين (١٢/ ١٨٢)، (١٢٨٢٩). مختصًرا فقال: ثنا السري بن سهل الجنديسابوري، ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا مجاعة بن الزبير، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس. إسناده ضعيف فيه: السرى بن سهل عن عبد الله بن رشيد، قال الذهبي في "لسان الميزان" (٤/ ٢٢) (٣٣٦٤): "لا يحتج به ولا بشيخه قاله البيهقي". وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٩١) في ترجمة جابر بن زيد بسنده ومتنه.
(٣) شرح صحيح البخارى لابن بطال (٣/ ٢٥٠).
(٤) غريب الحديث، أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي أبو سليمان، تحقيق عبد الكريم إبراهيم العزباوي، جامعة أم القرى، ١٤٠٢ هـ، مكة المكرمة، أحاديث التابعين (٣/ ٨٧). وشرح صحيح البخاري لابن بطال (٣/ ٢٤٩).