للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٢٤ أ/ص]

(قَالَ: - وَقُتِلَ حَمْزَةُ) عمّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّى)، وروى الحاكم في مستدركه من حديث أنس - رضي الله عنه -، أنّ حمزة / - رضي الله عنه - كفن أيضًا كذلك (١).

(ثُمَّ بُسِطَ) على البناء للمفعول (لَنَا مِنَ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ) شكّ من الراوي، (أَوْ قَالَ أُعْطِينَا) على البناء للمفعول أيضًا (مِنَ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا - وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا) يعني: خفنا أن ندخل في زمرة من قيل فيهم {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: ١٨] يعني: من كانت العاجلة همّه، ولم يرد غيرها كالكفرة وأكثر الفسقة، تفضلنا عليه من منافعها بما نشاء لمن نريد، فتقيّد الأمر بتقييدين:

أحدهما: تقييد المعجّل بالمشيّة.

والثاني: تقييد المعجّل له بإرادته، وهكذا الحال ترى كثيرًا من هؤلاء يتمنون ما يتمنون ولا يعطون إلا بعضًا منه، وكثيرًا منهم يتمنوّن ذلك البعض وقد حرموه، فاجتمع عليهم فقر الدنيا وفقر الآخرة.

وأما المؤمن التقي: فقد اختار مراده، وهو غنى الآخرة، فما يبالى أوتى حظًا من الدنيا أو لم يؤت، فإن أوتي فيها وإلا فربما كان الفقر خيرًا له وأعون على مراده.

وقوله: " لِمَنْ نُرِيدُ " بدل من "له"، وهو بدل البعض من الكل، ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها حقها من السعي وكفاءها من الأعمال الصالحة وهو مؤمن، فأولئك كان سعيهم مشكورًا، أشترط ثلاث شرائط في كون السعي مشكورا، إرادة الآخرة بأن يعقد بها همه ويتجافى عن دار الغرور، والسعي فيما كلف من الفعل والترك، والإيمان الصحيح الثابت.

وعن بعض المتقدمين: من لم يكن معه ثلاث لم ينفعه عمله إيمان ثابت، ونية صادقة، وعمل مصيب، وتلا هذه الآية، وشكر الله هو الثواب على الطاعة (٢).


(١) المستدرك على الصحيحين، كتاب الجهاد، (٢/ ١٣١) (٢٥٥٨)، من طريق: أنبأ ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، حدثني الزهري، عن أنس بن مالك، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " وسكت عنه الذهبي.
(٢) تفسير الكشاف (٢/ ٦٥٦).