للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[١٩٦ أ/س]

(وَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ) أي: ابن طالب - رضي الله عنه - وهو ممن وافق اسمه اسم أبيه، وله ولد / يسمى الحسن أيضًا فهم ثلاثة في نسق، وهو أحد أعيان بني هاشم فضلًا وخيرًا، مات سنة سبع وتسعين وكان من ثقات التابعين (١).

(ضَرَبَتِ امْرَأَتُهُ) فاطمة بنت الحسين بن علي - رضي الله عنها - وهي ابنة عمه (الْقُبَّةَ (٢)) بضم القاف.

قال ابن الأثير: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير، وهو من بيوت العرب (٣). وضرب القبة نصبها وإقامتها على أوتاد مضروبة في الأرض. وجاء في رواية المغيرة بن مقسم: "لما مات الحسن بن الحسن ضربت امرأته على قبره فسطاطًا وأقامت عليه سنة" (٤).

قال الجوهري: الفسطاط: بيت من شَعْرٍ (٥)، وفي المغرب: هو خيمة عظيمة (٦)، وفي الباهر: هو مضرب السلطان الكبير، وهو السرادق أيضًا وقال الزمخشري: هو ضرب من الأبنية في السفر دون الخيمة (٧)، وقال ابن قرقول: هو الخباء ونحوه (٨).

(سَنَةً) أي: كانت لا تخلو من الصلاة هناك في هذه المدة، فصارت كالمسجد، فيلزم اتخاذ المسجد عند القبر، وقد يكون القبلة في جهة القبر فيزداد الكراهة (ثُمَّ رُفِعَتْ) على البناء للفاعل والمفعول.

قال ابن المنير: إنما ضربت الخيمة هناك للاستمتاع بقرب الميت وتعليلًا للنفس (٩)، وتخييلًا باستصحاب المألوف من الأنس ومكابرة للحس، كما يتعلل بالوقوف على الأطلال البالية ومخاطبة المنازل الخالية، فجاءتهم الموعظة على لسان الهاتفين بتقبيح ما صنعوا (١٠).


(١) تقريب التهذيب، (ص: ١٥٩) (١٢٢٦).
(٢) سقط لفظ "عَلَى قَبْرِهِ" من أصل البخاري
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر، حرف القاف، [قَبَبَ] (٤/ ٢).
(٤) تاريخ دمشق، فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم (٧٠/ ٢٠)، وتغليق التعليق على صحيح البخاري، بَاب مَا يكره من اتِّخَاذ الْمَسَاجِد على الْقُبُور (٢/ ٤٨٢).
(٥) الصحاح تاج اللغة، [فسط] (٣/ ١١٥٠).
(٦) المغرب، [بَاب الْفَاء] (١/ ٣٦٠).
(٧) النهاية في غريب الحديث والأثر [فَسَطَ] (٣/ ٤٤٥).
(٨) مطالع الأنوار على صحاح الآثار، حرف الفاء (٥/ ٢٦٧).
(٩) [للنفس] سقط من ب.
(١٠) فتح الباري (٣/ ٢٠٠).