للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[٢١٣ أ/ص]

وقال الحسن البصري وسعيد بن المسيب وقتادة (١) وأحمد في رواية بكراهية دفن الميت بالليل (٢). واحتجوا في ذلك بحديث جابر / - رضي الله عنه - أخرجه أحمد والطحاوي قال: إن رجلًا من بني عذرة دفن ليلًا ولم يصل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فنهى عن الدفن بالليل" (٣).

وروى الطحاوي من حديث نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "لا تدفنوا موتاكم بالليل" (٤).

[٩٣ ب/ص]

وقال ابن حزم: لا يجوز أن يدفن أحد ليلًا إلا عن ضرورة، وكل من دفن ليلًا منه - صلى الله عليه وسلم - ومن أزواجه وأصحابه - رضي الله عنهم - / فإنما ذلك لضرورة أوجبت ذلك؛ من خوف زحام، أو خوف الضرر على من حضر، أو خوف تغير، أو غير ذلك مما يبيح الدفن ليلا (٥).

قال الطحاوي: النهي في حديث جابر المذكور ليس لأجل كراهة الدفن بالليل، ولكن لإرادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي على جميع المسلمين لما يكون لهم في ذلك من الفضل والخير ببركة


(١) مصنف ابن أبي شيبة، كتاب الجنائز، ما جاء في الدفن بالليل، (٣/ ٣١) (١١٨٣٠، ١١٨٣٩).
(٢) المحلى (٣/ ٣٣٥)
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - (٢٣/ ٤٢٦) (١٥٢٨٧)، من طريق عفان، حدثنا المبارك، حدثني نصر بن راشد، عمن حدثه، عن جابر بن عبد الله، وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة نصر بن راشد وإبهام الراوي عن جابر. وأخرجه أحمد (٢٢/ ٤٩) (١٤١٤٥) من طريق آخر عن عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير، أنه: سمع جابر بن عبد الله بإسناد صحيح على شرط مسلم * شرح معاني الآثار، كتاب الجنائز، باب الدفن بالليل (١/ ٥١٣) (٢٩٢٦)، من طريق مسلم بن إبراهيم، عن مبارك بن فضالة، عن نصر بن راشد، عن جابر.
(٤) شرح معاني الآثار، كتاب الجنائز، باب الدفن بالليل (١/ ٥١٣) (٢٩٢٧) من طريق ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، إسناد ضعيف، فيه: ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، قال ابن حجر في "التقريب" (ص: ٤٩٣) (٦٠٨١). صدوق سيء الحفظ جدًا، وقال البخاري: صدوق ولا أروي عنه شيئًا؛ لأنه لا يدرى صحيح حديثه من سقيمه.
(٥) المحلى (٣/ ٣٣٥).