للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَلَمْ يَكُنْ) ابن عباس - رضي الله عنهما - (مَعَ أَبِيهِ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ) المشركين, وهذا من كلام البخاري, ذكره مستنبطًا, ولكن هذا مبني على أن إسلام العباس - رضي الله عنه - كان بعد وقعة بدر.

فإن قلت: روى ابن سعد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أسلم قبل الهجرة, وأقام بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - له في ذلك لمصلحة المسلمين (١). فالجواب: أن في إسناده الكلبي وهو متروك (٢).

ويرده أيضًا أن العباس أسر ببدر وفدى (٣) نفسه كما سيأتي في المغازي (٤) إن شاء الله تعالى.

ويرده أيضًا أن الآية التي في قصة المستضعفين نزلت بعد بدر بلا خلاف, وكان شهد بدرًا مع المشركين, وكان خرج إليها مكرهًا وأسر يومئذ ثم أسلم بعد ذلك, والصحيح أنه هاجر عام الفتح في أول السنة وأسلم وقدم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهد الفتح ذكره الحافظ العسقلاني (٥).

[٢٣٣ أ/ص]

(وَقَالَ: الإِسْلَامُ /يَعْلُو وَلَا يُعْلَى) كذا قال البخاري, ولم يعين من القائل وربما يظن أن القائل هو ابن عباس - رضي الله عنهما - وليس كذلك؛ فإن الدارقطني أخرجه في كتاب النكاح في سننه بسند صحيح على شرط الحاكم فقال: حدثنا محمد بن عبدالله بن إبراهيم ثنا أحمد بن الحسين الحداد، (٦) ثنا شبانة (٧) بن خياط، ثنا حشرج بن عبدالله بن حشرج، حد ثنى أبي، عن جدى، عن عائذ بن عمرو المزني، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "الإسلام يعلو ولا يعلى" (٨).


(١) الطبقات الكبرى، العباس بن عبد المطلب (٤/ ٧).
(٢) فتح الباري (٣/ ٢٢٠).
(٣) [فدى].
(٤) صحيح البخاري، كتاب المغازي (٥/ ٨٥) (٤٠١٧).
(٥) فتح الباري (٣/ ٢٢٠).
(٦) الحذاء في سنن الدارقطني.
(٧) شباب في سنن الدارقطني.
(٨) سنن الدارقطني، كتاب النكاح، باب المهر (٤/ ٣٧١) (٣٦٢٠)، من طريق حشرج بن عبد الله بن حشرج، حدثني أبي، عن جدي، عن عائذ بن عمرو، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى (٦/ ٣٣٨) (١٢١٥٥) بهذا الإسناد، وأخرجه الروياني في مسنده (٢/ ٣٧) (٧٨٣) بهذا الإسناد أيضًا، وأخرجه الأصبهاني في أخبار أصبهان (١/ ٩٢) بهذا الإسناد، إسناد ضعيف فيه عبد الله بن حشرج المزني وهو مجهول، وحشرج بن عائذ المزني وهو مجهول أيضًا. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٢/ ٤٠٩) (٤٢٧٢)، عن أبيه، لا يعرف من ذا. وقال ابن الملقن في تحفة المحتاج (٢/ ٣١١) (١٣٣٢): قال ابن عباس رضي الله عنه "الإسلام يعلو ولا يعلى" كذا ذكره البخاري في صحيحه ولا يصح رفعه.