للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبي: وأما احتجاجه بأنه مسلم والدجال كافر, وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد به, وأن الدجال لا يدخل الحرمين وقد دخلهما هو, فغير واضح؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أخبرت عن صفات الدجال وقت فتنته. والله تعالى أعلم (١).

[٢٣٨ أ/س]

ثم إنه إذا كان هو الدجال, كيف كان حاله إلى وقت خروجه في آخر الزمان. قال صاحب زهرة الرياض: رأيت في أمالي القاضي الإمام أبي بكر محمد بن على بن الفضل بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "بينا رسول - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة الغداة فلما سلم استقبل أصحابه بوجهه يحدثهم؛ إذ أقبلت صيحة شديدة بناحية اليهود ما سمعنا صيحة أشد منها, فأرسل رجلًا ليأتينا بالخبر. قال: فما مكث حتى رجع وقد تغير لونه فقال: يا رسول الله أما علمت أن البارحة وُلِدَ وَلَدٌ في اليهود, وأنه غضب وتزيد حتى امتلا البيت منه, وقد ضم أمه مع سريرها إلى زاوية البيت ودفع السقف عن حيطانها وهم يخافون, فاسترجع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: إني أخاف أنه الدجال. فلما مضت سبعة أيام قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ألا تمضون بنا إلى هذا المولود. فإذا الدجال على رأس نخلة يلتقط رطبًا ويأكله, وله همهمة شديدة وأمه جالسة في أصل النخلة, فلما رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - نادته: يا ابن الصائد هذا محمد قد أقبل. فسكت وترك الهمهمة. قال: فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - ونزل الدجال من النخلة /واتبع النبي - صلى الله عليه وسلم - , وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: اسمعوا إلى مقالته وأنا أسأله, ثم قال: أتشهد أني نبي. وقال له الدجال: أتشهد أني نبي. ثم رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه. قال: فقام عمر - رضي الله عنه - فضرب بالسيف على هامته فنبا * (٢) السيف كأنه قد ضرب على حجر، ثم رجع السيف فشج رأس عمر - رضي الله عنه -. قال: فوقع عمر - رضي الله عنه - صريعًا جريحًا يسيل الدم من رأسه. قال: وقام الدجال على رأسه يسخر به ويستهزئ به, حتى ورد الخبر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - مسرعًا حزينًا حتى أتى عمر - رضي الله عنه - فقال: ما الذي دعاك إلى هذا؟ فأخبره بما جرى, فقال - صلى الله عليه وسلم -: يا عمر إنك لن تستطيع أن ترد قضاء الله تعالى. قال: فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده المباركة على رأس عمر, فدعا الله

تعالى فالتحم الجرح بإذن الله تعالى, وقال عمر - رضي الله عنه -: يا رسول الله وددت أن يرفعه الله تعالى. فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم - أتحب ذلك يا عمر؟ قال: نعم. قال: اللهم افعل. فنزل جبريل - عليه السلام - في قطعة من الغمام كشبه الترس, فنزل على رأس الدجال, وهو جالس في وسط اليهود فأخذ بناصيته , وجذبه


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٧/ ٢٦٤).
(٢) * نبا من النَّبْوَة.