للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ووقع في مسلم: "لولا (١) تعيرني قريش، يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع" (٢) بالجيم والزاي وهو الخوف.

وذهب الهروي والخطابي فيما رواه عن ثعلب أنه بخاء معجمة وزاي مفتوحتين (٣). قال القاضي عياض: ونبهنا غير واحد أنه الصواب ومعناه الضعف والخور (٤).

(حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ) أي: في آخر أزمنة تكليمه إياهم (هُوَ) أي: أبو طالب وهو إما عبارة أبي طالب وأراد به نفسه, وإما عبارة الراوي ولم يحك كلامه بعينه لقبحه وهو من التصرفات الحسنة.

(عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَا) حرف تنبيه. وقيل: بمعنى حقًا.

[١٠٧ ب/س]

(وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) كما استغفر إبراهيم - عليه السلام - / لأبيه (مَا لَمْ أُنْهَ) بضم الهمزة مضارع مجهول مجزوم من النهي (عَنْكَ). وفي رواية غير الكشميهني: "مالم أنه عنه". أي: عن الاستغفار الدال عليه قوله: "لأستغفرن لك" (٥).

(فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ) أي: في أبي طالب أو في الاستغفار (مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ" الآيَةَ) وفي رواية: "فأنزل الله تعالى فيه الآية" فحذف لفظ ما كان للنبي أي: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: ١١٣] أي: ما كان ينبغي له ولهم الاستغفار للمشركين.

وقال الثعلبي: قال أهل المعاني: "ما" يأتي في القرآن على وجهين بمعنى النفي كقوله تعالى: {مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا} [النمل: ٦٠] {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل

عمران: ١٤٥]، والآخر بمعنى النهي كقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب: ٥٣] وهي في حديث أبي طالب نهى. وتأول بعضهم الاستغفار هنا بمعنى الصلاة (٦).


(١) سقط (أن) من أصل الحديث.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب أول الإيمان قول لا إله إلا الله (١/ ٥٥) (٢٥).
(٣) غريب الحديث للخطابي (٣/ ٢٥٣).
(٤) مشارق الأنوار على صحاح الآثار، [ج ز ى] (١/ ١٤٨).
(٥) عمدة القاري (٨/ ١٨١).
(٦) الكشف والبيان عن تفسير القرآن (٥/ ١٠١).