للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وإهمال؛ وذلك لأن الكافر إذا احتضر بشرته الملائكة بالعذاب والنكال والسلاسل والأغلال والجحيم وغضب الرحمن الرحيم، فيتفرق روحه في جسده ويعصي ويأبى الخروج، فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين لهم: أخرجوا أنفسكم.

وروى [الطبراني] (١) وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} الآية قال: هذا عند الموت، والبسط: الضرب، يضربون وجوههم وأدبارهم (٢).

ويشهد له قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (٢٧)} [محمد: ٢٧] وقال الضحاك وأبو صالح: باسطوا أيديهم بالعذاب (٣) وقيل معنى قوله: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} أخرجوا أنفسكم من العذاب إن قدرتم تقريعًا لهم وتوبيخًا (٤).

وهذا وإن كان قبل الدفن فهو من جملة العذاب الواقع قبل يوم القيامة؛ وإنما أضيف العذاب إلى القبر لكون معظمه يقع فيه, ولكثرة وقوعه على الموتى في القبور وإلا فالكافر ومن شاء الله تعذيبه من العصاة يعذب بعد موته ولو لم يدفن, ولكن ذلك محجوب عن الخلق إلا من شاء الله لحكمة اقتضت ذلك.


(١) وروى (الطبري)، كما أشار إليه القسطلاني في إرشاد الساري (٢/ ٤٦٠).
(٢) تفسير الطبري (٩/ ٤١٠). من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، إسناد ضعيف لأن به موضع انقطاع بين علي بن أبي طلحة الهاشمي وعبد الله بن العباس القرشي. وقال الذهبي في "ميزان الأعتدال" (٣/ ١٣٤) (٥٨٧٠): وأخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد، فلم يذكر مجاهدًا، بل أرسله عن ابن عباس. * وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٣٤٨) (٧٦٣٥) بهذا الإسناد.
(٣) تفسير الطبري (٩/ ٤١٠).
(٤) تفسير الماوردي، أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: ٤٥٠ هـ)، المحقق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان (٢/ ١٤٥).