للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال القرطبي: الجمهور على أن هذا العرض في البرزخ وهو حجة في إثبات عذاب القبر (١).

وقال غيره: وقع ذكر عذاب الدارين في هذه الآية مفسرًا مبينًا لكنه حجة على من أنكر عذاب القبر مطلقًا لا على من خصه بالكفار.

واستدل بهذه الآية على أن الأرواح باقية بعد فراق الأجساد وهو قول أهل السنة (٢).

({وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ}) أي: هذه المذكور ما دامت الدنيا ويوم تقوم الساعة يقال للخزنة ({أَدْخِلُوا}) بفتح الهمزة من الإدخال ({آلَ فِرْعَوْنَ}) بنصب "آل" على المفعولية وقرئ: "اُدخُلوا" بضم الهمزة, من الدخول, فالمعني على هذا: ويوم تقوم الساعة يقال لهم: ادخُلوا يا آل فرعون، فيكون لفظ "آل" منصوبًا على النداء.

({أَشَدَّ الْعَذَابِ}) [غافر: ٤٥ - ٤٦]. عذاب جهنم فإنه أشد مما كانوا أو أشد عذاب جهنم, فهذه الآية المكية أصل في الاستدلال لعذاب القبر؛ لكن استشكلت مع الحديث المروي في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح على شرط الشيخين: "أن يهودية في المدينة كانت تعيذ عائشة من عذاب القبر فسألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " كذبت يهود، لا عذاب دون يوم القيامة". فلما مضى بعض أيام نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محمرًا عيناه بأعلى صوته "أيها الناس، استعيذوا بالله من عذاب القبر فإنه حق" (٣).


(١) تفسير القرطبي (١٥/ ٣١٩).
(٢) فتح الباري (٣/ ٢٣٣).
(٣) مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها (٤١/ ٦٦) (٢٤٥٢٠) من طريق هاشم، عن إسحاق بن سعيد، عن سعيد، عن عائشة،. وأورده الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٥٤ - ٥٥) (٤٢٨١)، وقال: هو في الصحيح باختصار، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وذكره الحافظ في "الفتح" (٣/ ٢٣٦)، وذكر أن إسناده على شرط البخاري.