للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) قال التوربشتي: تقديره: إن كان من أهل الجنة فمقعده من مقاعد أهل الجنة يعرض عليه، (١) انتهى.

أو التقدير: إن كان من أهل الجنة فالمعروض عليه من مقاعد أهل الجنة, بحذف المبتدأ وبحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.

وقال الطيبي: يجوز أن يكون المعنى: إن كان من أهل الجنة فسيبشر بما لا يكتنه كنهه، ويفوز بما لا يقدر قدره؛ لأن هذا المنزل طليعة تباشر السعادة الكبرى؛ لأن الشرط والجزاء إذا اتحدا دل على الفخامة، كقولهم: "من أدرك الصمان فقد أردك المرعى" (٢).

وفي رواية مسلم بلفظ: "إن كان من أهل الجنة فالجنة وإن كان من أهل النار فالنار" (٣) فالتقدير: فالمعروض الجنة أو النار.

(وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ النَّارِ) زاد أبو ذر: "فمن أهل النار" (٤) أي: فمقعد من مقاعد أهلها، أو فالمعروض عليه من مقاعد أهل النار, أو المعني فيتهكم بما لا يكتنه كنهه؛ لأنها مقدمة بتاريخ الشقاوة الكبرى والنقمة العظمى. والمقصود تنعيم أهل الجنة وتعذيب أهل النار بمعاينة ما أعد لهما وانتظارهما ذلك إلى اليوم الموعود.


(١) الميسر في شرح مصابيح السنة، للإمام أبي عبد الله فضل الله بن الصدر السعيد تاج الملة والدين الحسن التوربشتي (المتوفي -٦٦١ هـ)، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز- سعودية، الطبعة: الثانية، ١٤٢٩ هـ -٢٠٠٨ م، (١/ ٧٢).
(٢) الكاشف عن حقائق السنن (٢/ ٥٩١).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (٤/ ٢١٩٩) (٢٨٦٦).
(٤) إرشاد الساري (٢/ ٤٦٧) (١٣٧٨).