قوله:[قوم لوط] عَلَيْهِ السَّلَامُ، لَوْ قَالَ قَائِلٌ:(قوم لوط) ألا يوجد إشكال في أن النسبةَ صارتْ إلى المضافِ إليه وهو نبيُّهم؟ فيقال واللَّه أعلم: إن السَّببَ في ذلك أن هَذِهِ الفاحشة اختصَّتْ بها هَذِهِ الأمَّة، ولهذا قال لهم نبيهم:{أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}[الأعراف: ٨٠]، ما أحد سَبَقَهم، يعني أول مَن سنَّ هَذِهِ الفاحشة والعياذُ باللَّهِ هم قومُ لوطٍ، وعلى هَذَا فعليهم وِزْرُها ووِزر مَن عمِل بها إلى يوم القيامةِ، نسأل اللَّه السلامةَ.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: لا يَنبغي أن ننسُب اللُّواط لاسْم النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ونقول ما ورد في الحديثِ:"عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ"(١).
نقول: هَذَا طيِّب في الحقيقةِ، لكنْ أنا أرى العلماء الكبار يَقُولُونَ هذا، مثل ابن القيِّمِ وشيخ الإِسلام، رَحِمهما اللَّهُ ومَن قَبْلَهُما ومَن بعدَهما.
لَوْ قَالَ قَائِل: مَن أوَّل مَن أنشأ اللغة العربية إذا قُلْنَا: إن لغة آدم ليستْ عربيَّةً؟
فنقول: أوَّل ما نشأتْ مِنَ العربِ العاربةِ حينما جاءوا إلى مكَّة -القحطانيون- واتصلوا بإسماعيلَ، ونشأ بينهم، فصار عربيًّا, ولهذا بنو إسماعيل هم العربُ المستعرِبة، وطبعا اللغة العربية مثلُ غيرها يحصُل عليها تطوُّرات وتحسيناتٌ، فبعد الفتوحِ دخلَ عليها تغييرات، كذلك فيما سبقَ دخل عليها تطوُّرات وتحسينات، حتى وصلتْ إلى الكمالِ في عهدِ الرَّسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.